ولا يخفى على أحد، أن المملكة برؤيتها الجديدة تحاول أن تقدم نموذجها «المنفتح» سياسياً في مرحلة التغيير والتحول التي تعيشها إيجابياً في الداخل، مستفيدةً من تصويب حركة التاريخ نحو المستقبل الأفضل، لا الاعتماد على التاريخ وحده كـ«سيرة» ماضية نبني عليها للأمام، وليس العيش في جلبابها فقط، وهذا ما يقدمه نموذج شباب الوطن، محمد بن سلمان، في كل جولاته السابقة وصولاً إلى زيارته للولايات المتحدة، مؤسساً ما يمكن اعتباره المملكة السعودية الرابعة وحامل لوائها الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
قراءة بسيطة لمجمل حوار الأمير محمد بن سلمان مع قناة CBS الأمريكية قبل أيام، تضعنا أمام هذا «الفكر الجديد» بكل تجلياته الواضحة، وكما وصفته مذيعة اللقاء بـ«إنه جريء وصاحب رؤية» والأهم أن «ما يفعله في السعودية، يمكن أن يغير الشرق الأوسط بأكمله».. وهذا ما يمكن رصده أيضاً حول ملخص حوار سفير المملكة في واشنطن الأمير خالد بن سلمان لقناة CNN من حيث قوة الشخصية والإلمام الشديد والمحددات التي لا لبس فيها ولا غموض.. وتحديداً حول إيران كأكبر دولة راعية للإرهاب.
هذا الوجه السعودي الجديد، يكشف لنا أننا أمام مرحلة «وطنية» واعية تقرأ الأحداث جيداً وتستشرف نتائجها وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم دون مواربة أو مجاملة، وما زيارة سمو ولي العهد لواشنطن إلا ترجمة لكل ذلك.