يتوقع بعض المنظرين أن يكون للذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence الأثر السلبي على الوظائف التقليدية من حيث اختفاؤها بعد سيطرة تطبيقاته، لكنني اتوقع تولد وظائف أخرى تعتمد على العقل البشري في هذا المجال الجديد. ولقد كان هذا الخوف سائداً في الخمسينات من القرن الماضي عندما دخل الحاسوب في الصناعات، حيث تخوف الكثيرون منه لأنهم اعتقدوا أنه سيختطف الوظائف منهم فقاوموا استخدامه، لكنه شجع صناعات تقليدية كثيرة على استقطاب الملايين من الناس حول العالم، بل ساهم في سرعة وجودة الإنتاج.
إن تصور كلاوس شواب في منتدى دافوس بأن حوالي 74% من الوظائف التقليدية ستختفي بسبب الذكاء الاصطناعي أمر مبالغ فيه. ولو سلمنا بصحة ودقة المعلومات التي وردت في كلمته لاستشرفنا ارتفاع معدل البطالة في الدول النامية والدول الاقل نمواً على وجه الخصوص لعدم قدرتها على المنافسة في هذا المجال، حيث ستتأثر قطاعاتها الصناعية التقليدية من تدني الجودة وتراجع المنافسة ونمو معدل البطالة. ومن المؤكد أن جودة الحياة ستتطور وتصبح افضل مما هي عليه اليوم اذا استغل الذكاء الاصطناعي لخير البشرية.
وعليه فإنه يتحتم على الموارد البشرية التقليدية تنمية مهاراتها التكنولوجية والمعرفية والتدرب على الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي. فكونوا مبادرين ومبتكرين قبل تزايد انتشار اقتصاد الذكاء الاصطناعي وسيطرته على الساحة الصناعية. أرى أهمية مواكبة الموظفين من ذوي المهارات التقليدية للتطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والعقل الروباتي (الآلي) حتى يبقوا في سوق العمل مدة أطول.
[email protected]