على سبيل المثال، للأسف وصلنا لمرحلة نجد فيها اجتهادات وتصاريح لبعض الأعضاء في مجالس أو لجان بمواضيع بعيدة عن تخصصاتهم وبمبررات تؤدي لنرفزة المتلقي أو قارئ تلك التصاريح، وأدى ذلك لانقسامات خطيرة بسبب اعتقاد البعض بأن أصحاب تلك التصاريح «قدوات» في المجتمع وفقا لمناصبهم، وبتحليل تلك الظاهرة نجد أن الأسباب تنحصر في افتقار العديد منهم لمهارات الاتصال مع الجمهور والتي تعتبر أحد فنون الإدارة والتي تُكتسب من التجارب المتراكمة، بالإضافة إلى «الحديث في غير التخصص».
كونك دكتورا وخبيرا في مجال معين لا يعني أنك ستصل لنفس المستوى في المجالات الأخرى، فتركيزك على تخصصك ومجالك سيكون إضافة بدلا من التشتيت في الحديث عن مجالات أخرى قد يصل بسببها تصريحك للتقليل من قدراتك وخبراتك، وتعيينك في مجلس أو لجنة لا يعني أنك مُلزم بالتصريح في مجالات بعيدة عن تخصصك، فالتصاريح لا تعني السباق نحو المناصب الأخرى أو الطريق للبقاء في المكان لأطول فترة ممكنة، وحال الماضي يختلف عن حال الوضع الحالي وحتى الوضع في المستقبل، وتجارب النجاح لا تعني أنها بالإمكان استنساخها وتطبيقها على الجميع حتى نصل لمطالبات غريبة بحجة أنها كانت ناجحة في زمن أجدادنا.
في الوقت الحالي، من المهم أن يتم الإعلان بشكل رسمي وثابت بأن تصريحات أعضاء المجالس واللجان لوسائل الإعلام والجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بأنها تمثل آراءهم الخاصة ولا تمثل المجالس واللجان، فالعديد من التصريحات مؤخرا نجدها تُثير الجدل مجتمعيا، وما أتمناه أن يتم التركيز على ضبط تلك السلوكيات خاصة لمن يصرح في مجالات بعيدة عن تخصصه ومجاله بحجة وجوده في موقع معين، ولو رجعنا للعديد من اللقاءات التلفزيونية والكتابات في مواقع التواصل الاجتماعي لبعض أعضاء المجالس واللجان سنجد أننا أمام «نرفزة إعلامية» مثيرة للجدل بدلا من وجود مخرجات ومقترحات للعديد من القضايا، وسبب ذلك «الحديث في غير التخصص» والذي انتشر بشكل ملفت.
التعيينات والترشيحات تندرج تحت ''صناعة القيادات» والتي ينبغي أن تكون صناعة مستمرة ومتواصلة في المملكة، فالإمكانيات بالثروة البشرية التي نمتلكها كبيرة ولله الحمد، والكفاءات المحلية بانتظار الإشارة فقط، ووجهة نظري أننا بحاجة ليكون لدينا (تجمع) أو(منصة) للكوادر المحلية المميزة في مختلف التخصصات؛ للرجوع إليها عند الحاجة، ويتم تطويرها ببرامج قيادية مكثفة؛ لتكون جاهزة في أي وقت لقيادة المجالس واللجان التي يتم تشكيلها، وبالإضافة لذلك أصبح من المهم أن نؤسس مركزا لتقييم الكفاءات المحلية بشهادات وإجراءات معتمدة؛ حتى يتم الاختيار الصحيح الذي يخدمنا ويعود بالنفع على المجتمع.
Khaled_Bn_Moh @