كما وجهت من جانب آخر رسائل مماثلة إلى تلك القوى الإقليمية التي تعبث بأمن المنطقة، وتنتهك سيادة بعضها، والتي ظلت تمني النفس بفتور العلاقات بين هذين البلدين بالذات، وتعمل جاهدة -عبر إعلامها- لاختلاق القصص والأكاذيب في محاولات يائسة لضرب هذه العلاقة القوية بين المملكة ومصر؛ لأنها تدرك أن تحويل البحر الأحمر إلى محيط للخلافات هو المدخل الحقيقي لضرب سر صمود هذه الأمة، لكن فات على هؤلاء أن قيادات البلدين بجيناتها العروبية لن تكتفي بمد جسر سلمان عبر هذا البحر، ولا بتأليف «نيوم» الحلم من أراضيهما مع الأردن الشقيق، وإنما ستجعل من هذا البحر الذي يفصلهما جغرافيا جدولا لعلاقات الود والصفاء واتحاد المواقف.
ولعل مما يضيف على أهمية هذه الزيارة للقاهرة، أنها جاءت قبيل زيارة سموه الكريم إلى العاصمة البريطانية لندن، والتي ملأت أصداؤها الآفاق، مما يؤكد أيضا أن ثمة تنسيقا ليس فقط على المستوى العربي، وإنما حتى في الموقف مع الغرب، وبما يعزز من قوة القرار العربي، ويصب في النهاية في صالح قضايا الأمة، وهذا ما جعل خط الرياض القاهرة لندن، والذي عبرته السياسة السعودية خطا مليئا بالتطلعات والآمال العريضة التي ستؤتي ثمارها بعد حين.