وفي ظل هذه الفوضى العجيبة، من البديهي أن يكون هناك هدر ضخم من ساعات العمل الإنتاجية للموظفين، حيث يهدرون ساعات عملهم في مناقشة المتضررين، والرفع لجهة اختصاصهم، كما أن المواطن الذي يراجع المصلحة يوميًا لحل مشكلة فاتورته، يضيّع هو الآخر جهوده، وأوقات عمله، جراء تلك المراجعات العبثية.
للأسف الشديد، فإن هذه القضية، تخص عددًا غير قليل من المواطنين، ثم إنها تحدث في وقت تتسابق فيه كل الجهات الحكومية، وتتنافس فيما بينها؛ كي تتماشى مع سرعة التطور الذي تشهده المملكة في كل الاتجاهات. ولعلنا نشير لتطبيقات شركة الكهرباء أو الاتصالات السعودية، كنموذجين متميزين. ونتساءل عن السبب الذي يجعل مصلحة المياه خارج دائرة المنافسة تلك!!
لقد كتبت عن مشكلة فواتير المياه عدة مرات، وبدلًا من حل المشاكل التي أشرت إليها، نجد أنها تتعمق أكثر فأكثر، فلا فواتير دقيقة، ولا حلول ناجحة، ولا أرقام توضح الاستهلاك الفعلي، كما يحدث في فواتير الكهرباء، حيث يمكن للمواطن معرفة استهلاكه.. فهل من مجيب!؟ مرة ثانية وعاشرة، هل من مجيب؟!
ولكم تحياتي.