فالغيرة عادة تبدأ عند الطفل من عمر سنتين وتستمر لعمر ست سنوات حتى يتعلم الطفل كيف يتعامل مع مشاعره، والطفل الغيور لا بد أن نشجعه ببعض المسؤوليات وعمل بعض المهام للمولود الجديد ونعلمه كذلك حب المشاركة ومراعاة مشاعر الآخرين، وهذه التربية تأخذ وقتا طويلا في العادة لأن الغيرة شعور مختلط بين القلق والغضب والحزن، وهي لا تعالج سريعا كما أنها لا تعالج بالغضب، وإنما بفهم وتقدير الصفات الطفولية التي يقوم بها الطفل الغيور، وفي حالة عدم معالجة الغيرة فإنها تتحول لسلوك عدواني أو انسحابي من الطفل الغيور مع إخوته كما حصل في إخوة يوسف عليه السلام عندما تآمروا على أخيهم وكان بدافع الغيرة فرموه بالجب وهذا سلوك عدواني، وغالبا ما يتم الخلط بين الحسد والغيرة ولكنهما خلقان مختلفان، فالحسد هو الرغبة في الحصول على شيء من حق شخص آخر، بينما الغيرة هي الرغبة في الحصول على الحقوق الشخصية للآخرين.
وقوة الغيرة وضعفها تعتمد على شخصية الطفل ومدى حساسيته وتوتره وقوته، لأن فارق العمر يؤجج روح التنافس بين الإخوة، فإذا حدثت مشكلة بين الإخوة فعلى الوالدين أن يستمعا لهما ولا يستعجلا بالحكم أو الوصف بالغيرة لأحدهما، ونشجعهما بأن يفكرا في الحل للمشكلة، ومن التصرفات التي تزيد الغيرة وتشعلها (الحماية الزائدة والخوف الزائد والدلع الزائد وعدم العدل بين الأبناء والمقارنة والمنافسة والسيطرة على أحد الأبناء) فهذه سبعة أسباب تؤجج الغيرة وتزيدها بين الإخوة.
وهناك أفكار إضافية وذكية لعلاج الغيرة وهي تقوية العلاقة بين المربي والطفل الغيور واستخراج المشاعر الخفية بالصراحة والابتعاد عن المقارنة والتركيز على الصفات المميزة لكل طفل، وأهم قرار هو عدم تجاهل الغيرة وتركها من غير علاج ونظن أنها تذهب مع الوقت، ولكن لا بد من مواجهتها وعلاجها وتجهيز الأبناء نفسيا للأسباب المتوقعة للغيرة.
كما أن الغيرة ليست فقط بين الإخوة فهناك غيرة الآباء من الأبناء مثل غيرة الأب من ابنه عندما تكون علاقته قوية بأمه أو غيرة الأم من بنتها عندما تكون علاقتها قوية مع والدها وخاصة بعد سن المراهقة، وغيرة الأم من ابنتها عندما تتزين ويطلبها الرجال للزواج وتجاوز الأم سن الأربعين، فالغيرة موضوع كبير وفيه تفاصيل كثيرة ولكن المهم أننا نحسن علاج الغيرة عندما نكتشفها.