DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

مأساة حلب.. مسرحية حمراء بفصول الموت والحرب والهدنة

مأساة حلب.. مسرحية حمراء بفصول الموت والحرب والهدنة

مأساة حلب.. مسرحية حمراء بفصول الموت والحرب والهدنة
كلما شاهدت الأحداث في سوريا عادت إلى مخيلتي رائعة نزار قباني في قصيدته الدمشقية التي قال فيها: هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا تتجدد المسرحية الحمراء الدامية في حلب بفصولها الثلاثة الموت والحرب والهدنة. فهذا القصف الشرس والوحشي الذي يشنه النظام المجرم على حلب بمساعدة كل من روسيا وإيران والذي أدى الى قتل العشرات، هو بلا شك عمل إجرامي إرهابي بامتياز، تجاوز ببشاعته كل المعايير الإنسانية. ولم يسلم من هذا القصف الشرس لا المستشفيات ولا المناطق الآمنة. فمنذ إبريل الماضي والمدينة تتعرض لأبشع صور القصف العشوائي بأسلوب الأرض المحروقة من قبل طيران النظام في ظل صمت دولي رهيب وتخاذل مخزٍ. فالنظام السوري الإرهابي لم يتقيد باتفاق وقف الأعمال العدائية في حلب الذى تم التوصل إليه وتبناه مجلس الأمن، ولن يتقيد بأي اتفاق في المستقبل لان هذا النظام يريد البقاء في السلطة هو وزبانيته ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين الأبرياء. هذا النظام يحاول من خلال هذا القصف الشرس والهمجي واللاإنساني تحقيق عدة أمور رئيسية: الأمر الأول: أن حلب من أكبر المدن السورية بعدد سكان يفوق 4.6 مليون، وتحمل أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة فهي مركز الصناعة والاقتصاد في البلد. وخلال العام الأول من الانتفاضة ضد نظام الأسد، ظلت المدينة هادئة ولم تشهد أي احتجاجات، لكنها مع يوليو 2012 تحولت إلى الساحة الرئيسية للقتال، وأصبحت مهددة للنظام. وبالتالي فالسيطرة الكاملة على هذه المدينة المهمة إستراتيجيا سوف تعزز من موقف النظام التفاوضي في أي تسوية سياسية في المستقبل من خلال الضغط على المعارضة للقبول بشروط النظام لا سيما فيما يتعلق بعملية الانتقال السياسي والقبول بالأسد في المرحلة الانتقالية بعد أن يتم فرض أمر واقع جديد على الأرض عبر السيطرة على المدينة. فنظام الأسد كان يخطط للسيطرة على حلب منذ فترة طويلة بالاشتراك مع القوات الروسية، كما صرح بذلك رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي. الأمر الثاني: ان المدينة ظلت لأكثر من عامين خط مواجهة صامدا بين النظام والثوار، وهي مقسمة إلى مناطق تابعة للمعارضة وأخرى تابعة لأنصار الحكومة، فالحكومة تسيطر بشكل محكم على الجانب الغربي من المدينة، بينما يخضع الجانب الشرقي من المدينة للثوار. فالنظام يحاول من خلال الهجوم العسكري الشرس على حلب، التضييق على قوات المعارضة واضعافها وإجبارها على الخروج من خلال الضغط على البيئة المجتمعية للنأي بنفسها عن الثوار أو العمل على تهجير أهالي حلب الذين يصرون ويتمسكون بالبقاء في مدينتهم، رغم أنهم لا يملكون قوت يومهم، واستبدالهم بعناصر ميليشيات النظام الحليفة والموالية له للاستيطان فيها كما حصل في مناطق أخرى من سوريا. يقول العقيد عبد الجبار العكيدي، مؤسس أول مجلس عسكري ثوري في حلب، «يبدو واضحا أن النظام يريد تهجير أهالي حلب بهدف فرض واقع ديموغرافي جديد في المنطقة، في وقت لا خيار أمام العائلات إلا الصمود». فاذا نجح النظام في هذا المشروع في حلب فانه يسعى الى تعميمه في باقي المدن في إدلب وصولا إلى المنطقة الساحلية. ولا ننسى انه في عام 2012 قام النظام بنفس الأمر عندما شن هجوما عنيفا وشرسا على مدينة حلب أجبر أكثر من 200 ألف شخص على الفرار من المدينة كما أكدت ذلك الأمم المتحدة. الأمر الثالث برأيي انه محاولة لروسيا للضغط على تركيا، فحلب ملاصقة للحدود مع تركيا وتعتبر الحديقة الخلفية لها. كما أنها تعتبر بمثابة الرئة للمعارضة من خلال ادخال السلاح والمقاتلين وخروج الجرحى والمصابين للعلاج إلى تركيا. فمن خلال محاصرة حلب سوف يتم قطع هذا الطريق الحيوي والمعبر الآمن على تركيا لدعم المعارضة. كما ان النظام وروسيا يسعيان الى تمكين القوات الكردية «وحدات حماية الشعب الكردية» من السيطرة على الريف الشمالي لحلب المتاخم لتركيا، وبالتالي تصبح تركيا مهددة من قبل القوات الكردية وتنظيم داعش. وأخيرا.. يظل الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية ووقف الإرهاب الممنهج لأكثر من أربع سنوات هو في إزاحة الأسد عن السلطة واخراج جميع الميليشيات الإيرانية من سوريا ووقف التدخل الروسي في سوريا وإقامة انتقال سياسي يشارك فيه كل السوريين وفقا لمقررات جنيف، وإلا فإن هذه المأساة الانسانية سوف تستمر. وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟ حملت شعري على ظهري فأتعبني ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟ نزار قباني،،،