عاجل
DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

إن كان لا بد.. (3)

إن كان لا بد.. (3)

إن كان لا بد.. (3)
(إن كان ولا بد أن تزوج فتاتك في سن صغيرة.. فاحرص على إدراكها لقيمة هذا الأمر.. حتى تكسب هي وتكسب أنت بعدم عودتها إليك). قد يقول البعض لماذا التركيز على قضايا الزواج والمتزوجين ومشاكلهم.. فأقول إنني مؤمنة وبقوة أن الزواج هو المحطة الاولى لحل كثير من القضايا سواء أكانت على الصعيد النفسي أم الصحي أم المجتمعي لكل أب وأم, ابن وابنة وحتى الأقارب.. فالزواج كالمركب يخوض غمار البحار وتأتيه الرياح لتقلبه ولكن ثباته وقوة بنائه وحكمة قائده لا محالة ستقوده لبر الأمان دوماً. فتاة أنهت المرحلة الثانوية، عُرفت بقوة مشاعرها وتدفقها للجميع، تحب وتغدق على من تحب جزيل العبارة عاشت حلم الانتهاء من الثانوية العامة لتعشق حلم الزواج والاستقرار وليس ذلك عيباً فلكل منا طموحات ليحققها، تقدم لها فتى لا تعلم ما هي بواطنه ولكن ظاهره كان وضوح الصلاح والعقل والهدوء، يكبرها سناً وعقلاً يختلف معها إدراكاً وفهماً اراد الزواج للاستقرار وأرادت الزواج للحب، فكان الصدام. وافق والدها، وزفت إليه بالرغم من أنها لم تكن قد اطمأنت إليه بكامل مشاعرها إلا أن إصرار الأم وإعادة الكلام المجتمعي القاتل (كل حاسدك) (محد يحصل رجال هالأيام)... الخ جعلها تستمر بهذا الامر والذي تم منذ ثلاثة أشهر أو أكثر تقريباً. حملها لبلده وأسكنها منزلها وتعرفت على عائلته وكانت مسيرة الحياة، بدأ شعورها بعدم الراحة يتفاقم شيئاً فشيئاً حتى باتت تكره منزلها، تكره بقاءها معه، تحبذ الاختلاط بالناس، تسعى للخروج بأي طريقة والابتعاد عن الاختلاء بها، لاحظ هذا الأمر وبدل الصبر والنقاش كانت القسوة والتهديدات والإجبار حتى ضاقت عليها الدنيا وكان وقوع المحذور، عادت لأهلها تريد الأمان فوجدت الصد والهجر والتهديد بالمقاطعة، جفتها والدتها ​وأنكرت أمومتها بقولها (إن لم تعودي فليس لك أم)، وحين سألت لماذا قالت (تبين الناس تاكل وجهنا) (وشقول لهم)؟ ومع ذلك واجهت هذه الفتاة المجتمع والأهل وأصرت على رأيها وطلبت الانفصال لأنها رأت ما لم يره أهلها من كذب وخداع وقسوة وعدم تنفيذ وعود... الخ كانت هذه التجربة كفيلة بأن تجعلها ابنة الأربعين عاماً من ضيق اعتراها لجفاء الكل من أهلها لها وفرض حبسها بغرفتها ومنعها بالاختلاط بأخواتها اللاتي كن يسرقن اللحظات لرؤيتها.. كل ذلك حتى تعود مجبرة له ويستطيعون أن يقولوا للناس (دلع بنات) ومع ذلك كانت القوة بداخلها واصرارها تتحدى جميع الضغوط ولسان حالها يقول (وما ادراكم ماذا كان يحصل خلف الأبواب، فانتم هنا تضحكون وأنا هناك ابكي واتجرع الألم ولا أشتكي، أردت حباً وحياة واستقرارا وكنت سأبذل له كل حياتي ورأيت ما جعلني أكره حتى مشاعر الحب) وكانت النهاية. عزيزي الأب.. عزيزتي الأم إن كان ولا بد من تزويج أبنائكم والتدخل في حياتهم وفرض القرابة للاقتران بهم فأحسنوا الاختيار واسمعوا للمشاعر وصدقوا حديثهم واحتضنوا آلامهم فوالله أن يبقى ابني وابنتي لدي دون زواج وهو صحيح النفس والبدن خير لي من عودتهم وقد تكالبت عليهم هموم الدنيا وكسرت بداخلهم أمراً لا يمكن إصلاحه.. اتقوا الله في ابنائكم. هذا غيض من فيض ولو تركت للقلم العنان لكان (إن كان ولا بد) سلسلة لا تقف أبداً وسأترك هذه العبارة بينكم واجعلوها قياساً لحياتكم وميزاناً لأفعالكم وشحذاً لتفكيركم وعقولكم.. اجعلوها أمامكم في كل امر حتى تكسبوا.. وأكسب أنا معكم.