DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

حب بلا شروط

حب بلا شروط

حب بلا شروط
كيف أتعامل مع أسرتي؟ سؤال استبقت الإجابة عليه من خلال عنوان المقالة، فالجواب طويل ولكن ذروة سنامه هو «الحب بلا شروط»، وكل الطرق المثلى في التعامل مع الأسرة تجد الحب غير المشروط هو خارطة طريقه، فمع أسرتك قدم «الحب» لهم دون طلبات مسبقة، أو عطايا مشروطة، فالحب يستحقونه مهما كانت تصرفاتهم، وأنت تبذله مهما كانت احتياجاتك، وحتى نحقق التدفق اللازم للحب الأسري علينا ضمان «بيئة الحب» التي تساعدنا على إظهار مشاعرنا دون مقدمات، ففي داخل المنزل لا يجب أن يكون هناك سبب للقبلة، ولا يجب أن تكون هناك مقدمات للاحتضان، وعندما يكون «الحب» هو الهواء الذي يتنفسه أفراد الأسرة فستنبت شجرات المحبة في جنبات المنزل. أنا وزوجتي قمنا ببعض التحسينات على منزلنا وعندما رأيت أننا نقضي وقتاً أطول في شيء مشترك قررت إطالة أمد التحسينات، والتعامل معها على أنها «متعة مشتركة» وليست كعبء يجب الخلاص منه في أسرع وقت ممكن، أو كما يقولون في اللغة الدارجة «جدعة هم»، فنحن نستغل كل وقت متاح لممارسة النشاط المشترك الذي يقربنا من بعضنا أكثر، وكلما كثرت المشاريع المشتركة بين أفراد المنزل تجددت الحياة وأشرقت الأنفس. في تعاملك مع أفراد أسرتك ضع أمام عينيك هاتين القاعدتين المتناقضتين: فأمام عينك اليمنى اكتب: (أعيش مع أسرتي عمراً مديداً)، وأمام عينك اليسرى اكتب: (سأموت في القريب العاجل)... ففي الشؤون المادية والمحسوسة تعامل مع أسرتك بقاعدة العين اليمنى، على حسابات أنك تعمر وقتاً طويلاً معهم، فهذا الشعور سينعكس إيجاباً على طريقة دعم أفراد الأسرة بما يحتاجونه من مستلزمات مادية، وفي الشؤون المعنوية والمشاعرية تعامل مع أسرتك بقاعدة العين اليسرى على حسابات أنك تغادرهم سريعاً، فالذي يحس بدنو أجله يتعامل بحنان بالغ ولغة حميمة مع أفراد أسرته ، والجمع بين هاتين القاعدتين المتناقضتين سيجعل حياتك مع أسرتك أجمل وأعمق. قلت لطفلتي الصغيرة: أين فستانك الذي تحبينه وتلبسينه دائماً، فقالت لي: لقد أصبح صغيراً يابابا !!، لا تتخيلون كم صدمني هذا الجواب، فالأيام جرت بسرعة فائقة، والأطفال يكبرون بسرعة ولاينتظروننا حتى نفرغ من أعمالنا. أُسَرُنا لا تتحسن إلا عندما نتحسن نحن، ونحن نتحسن عندما نكون آباء «منتظرين» نجلب الأنس والفرح داخل البيت، ويجب أن يراجع الأب حساباته كثيراً إذا لم يكن كائناً ممتعاً في منزله، ومن المهم أيضاً أن نتحول إلى ملجأ مفتوح في كل وقت لجميع أفراد الأسرة، وأن نتخلص من سطوة جهاز المحاسبة في داخلنا، فبعض الآباء مضبوط على التوبيخ الأوتوماتيكي مع أفراد أسرته، وستتطور أسرنا كثيراً إذا كنا لهم «ملجأ» أكثر من كوننا «مخفرا» . اكسروا أغلال «الركود» في منازلكم، وأحبوا بلا شروط.