DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

هدية عيب

هدية عيب

هدية عيب
«شكراً لمن أهدى إلينا عيوبنا» عبارة قالها الأمير سعود بن نايف في حفل كبير ضم عدداً ضخماً من الإعلاميين والكتاب، وكانت لغتها بسياق الجزم والثقة وليست على سبيل التمرير وتحلة القسم، وهذا يدل على فهم عال وفكر متقدم لدور الإعلام تجاه السلطة التنفيذية، فالرجل التنفيذي الأول في المنطقة الشرقية يدرك أن عملية "النقد" هي جزء مكمل لعملية "البناء"، والدور الرقابي للإعلام كسلطة رابعة هو دور تنموي محوري في مشروع الدولة الحديثة. إننا نحتاج لحالة تآلف حقيقي مع "النقد"، فنفرح به بل نبحث عنه، ولن نصل لهذه المرحلة ما دمنا نرى أن "النقد" هو عملية انتقاص شخصية، وحالة الألفة مع "النقد" تأتي بسلاسة عندما ننظر لها بأنها فرصة حقيقية للتطوير، وهدية مجانية لمستشار بدون أجر يراقب أعمالي ليساعدني في مسيرة: (كيف أكون أفضل)؟. التعامل مع "النقد" يحتاج لإدارة عقلية ونفسية حتى يتحول إلى "استثمار النقد"، والفرز العقلي للنقد يجب أن يحول الرؤى المنتقدة إلى خانة الفعل وليس الذات، بمعنى أن من ينتقد هو ينتقد الفعل وليس الذات، فهو يستهدف الأداء وليس شخصي العزيز، والتحويل النفسي يجب أن يحول هذا النقد إلى طاقة «تحدٍ» إيجابية في مسيرة التطوير، وليست لحالة إحباط مربكة، ومشكلتنا أننا ننظر "للناقد" وليس "للنقد"، فنبدأ بمحاولة إزاحة النقد عن طريق توصيف دوافع الناقد على طريقة هذا عدو حاسد أو جاحد حاقد، وغيرها من الاتهامات التي تقول: للناقد مآرب أخرى!!، ولن نتعامل بشكل إيجابي مع النقد ما دمنا نفكر أن النقد يستهدف ذواتنا وليس أفعالنا. الواثق يفتح صدره قبل أذنيه للنقد، ويرسم لوحته بألوان الثناء والنقد معاً، ولا ينشغل كثيراً بوضعية "نقد النقد"، فالانتقاد المستحق يطور، والانتقاد الساقط يسقط تلقائياً، والواثقون من أنفسهم لا يدافعون عن أفعالهم كثيراً. افتح صفحة جديدة مع "النقد"، وشيّد في داخلك مجلساً فاخراً تدعو فيه المنتقدين وتحتفي بهم، فهم يقدمون عملاً ينفعك متى ما أردت، وسيضرك متى ما أردت، وكرة النقد بين قدميك فلا تتردد في تسجيل الأهداف.