DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

النصر ماض وحاضر

النصر ماض وحاضر

النصر ماض وحاضر
أخبار متعلقة
 
 يمطرون من سماء عشقهم ثقافة جديدة، هندس سحائبها ورعدها وبرقها، رمزهم الجديد الذي أعادهم للقمة بعد سنوات الجفاف، فلم تعد فصولهم خريف ولا صيفا حارق أو شتاء قارص. فالربيع أصبح عنوانهم، والفرح منزلهم، فمسحوا صورة الماضي التي كانت تتغنى بفوز عابر هنا أو هناك، ورسموا صورة جديدة لا ترضى إلا بالحرث الكثير على أرضهم، فالفوز وحده أصبح لا يلبي طموحهم اذا لم يتبعه مستوى يتواكب مع النتيجة.  هي ثقافة جديدة في المدرج الأصفر ، فالمسكنات التي كانت تداوي جروحهم سابقا ، لم تعد مقبولة في (روشتة) البطل الذي يحمل تطلعات كبيرة لا تقبل الفوز العابر دون أن يصحبه ابهار وإبداع.  هذه الثقافة الجديدة هي الضامن الوحيد لاستمرار النصر في توهجه الذي أكل الأخضر واليابس الموسم الماضي.  لقد تخلى هذا المدرج عن ثقافة الفوز في إحدى المحطات في مسيرة الدوري (بطولة ) والخسارة (ضياع)، فالمبالغة غابت، والعقلانية حضرت، وما بينهما مسافة مالت في الأشهر الماضية لمصلحة الأخيرة، لذلك لم تكن نتيجة فريقهم مع الخليج محطة للمبالغة، بل كانت محطة للمطالبة بتصحيح الخلل.  لقد نجح صناع القرار في النصر ، وعلى رأسهم الأمير فيصل بن تركي في رسم خريطة جديدة لأصفرهم داخل المستطيل الأخضر وخارجه على حد سواء، وكانت المكتسبات لمنظومة عملهم لا تقتصر على تحقيق لقب هنا أو هناك، بل تمدد نجاحهم في تغيير الذهنية التي كانت سائدة داخل أروقة ناديهم بالتفكير في ناد واحد إلى نطاق أوسع وأشمل أعاد عربتهم لسكة الألقاب والانتصارات.  تلك حقيقة لا غبار عليها، والأهم في منظومة عملهم، أنهم نجحوا أيضاً بدرجة امتياز في تحويل ضعفهم الإعلامي لسلطة قوية ومؤثرة، ومازالوا في تقدم مستمر في هذا المضمار عبر الفضاء وعبر الورق، وسلاحهم الفتاك في هذه المعركة الإعلامية هو عدم امتلاكهم مطبوعات تحسب على نادي النصر ، وطريقتهم في كسب هذا السباق تسير بسرعة هادي صوعان في سباق ( قاتلة الرجال ) وبنفس سعد شداد في المسافات الطويلة ..!!  لقد سجل صناع القرار في النصر نجاحات متسارعة ومقنعة حتى هدأ شارعهم الذي كان لا يعجبه العجب وأصبح الجمهور خط الدفاع الأول للنادي بعد أن كان في الماضي يشكل أزمة حقيقية لكل إدارة.  منظومة العمل النصراوية تحركت في كل الاتجاهات، وفي هذا الموسم أعتقد أنها أضافت ملف آخر من النجاح لم يكن بارزا في المواسم الماضية ، وأعني بذلك ملف المحترفين غير السعوديين ، والكتاب يقرأ من عنوانه، وأجانب النصر أقرب للتأثير والترجيح من المشاركة فقط ، والجميع يعلم بأن النصر حقق الألقاب في الموسم الماضي بتميز وترجيح المحلي لا الأجنبي، لكن المعادلة تغيرت في هذا الموسم فقد يساهم الأجنبي في النتائج الإيجابية بنفس توهج المحلي.  المشهد في النصر يسر محبيه ويرسم الرعب لخصومه، لكن ما ينبغي التخلص منه هو المبالغة في بعض الجوانب الهامشية التي لا تقدم ولا تؤخر مثل عدد الجماهير الحاضرة في كل مباراة، والغوص في إثباتها أو نفيها وكأنها الحصيلة النقطية لكل مواجهة.  كل المؤشرات تنبىء بنصر عنيد في منافسات الموسم محلياً وخارجيا.