DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
تستقبل أمتنا العربية والإسلامية، اليوم، أول أيام شهر رمضان المبارك، بتحديات متعددة، بعضها ممهور بالألم، وهو كثير، وبعضها مسكون بالحلم والأمل في أن ننهض من هذه الكبوات الجسام، ونلحق بالركب الإنساني متسلحين بالإيمان المقرون بالعمل لا بمجرد الأمنيات. عالمنا العربي والإسلامي، يعيش لحظات فارقة في تاريخه، لحظات صعبة ومفصلية، فرضتها عوامل وظروف منها ما هو خارجي، ومنها ما نتحمل جميعاً مسؤوليته كمسلمين، بتراخينا وتكاسلنا وإهمالنا في حق ديننا وأنفسنا، للدرجة التي جعلت البعض منا يفسر الدين على هواه، ويخضع أحكامه النبيلة لشياطين إرعابه وتضليله وقمعه. من جاكرتا في أقصى الشرق الآسيوي، إلى شتى بقاع الأرض شمالاً وجنوباً وغرباً، يموج أكثر من مليار مسلم في عالمنا الإسلامي بالتناقضات القاسية، وتعيش مجتمعاتنا الإسلامية وكأنها تمشي على حد سيف، تحاول أن تبحث عن هويتها، وتعود إلى منابع دينها الصحيحة، بعدما لحق بها من فقر وبؤس وتشرذم وتشتت وفرقة، حتى أصبح السؤال مؤلماً كطعنة خنجر: لماذا نحن المسلمين في هذه الحال المؤسف مقارنة بغيرنا من الأمم؟ الأمم التي تراقب نفسها وضميرها وتخاف من قانونها العام الذي يحاسب بشدة، ويجعل من كل مسؤول قدوة ونموذجا، بينما نحن الذين ندعي الإيمان كثيراً، ونصلي الصلوات الخمس، ويفترض أن نصوم ونزكي ونحج، نتعامل مع هذه الفرائض وكأنها من الشكليات! غيرنا يطبق قوانين الله ـ عز وجل ـ في الأرض، حتى لو أنكر وجود الإله، فيما نحن نبتعد بالكثير من سلوكياتنا وأعمالنا عن المنهج الرباني في الخلق والوجود، وحصرنا الدين في التعاليم دون التطبيق، والكلام دون السلوك. غيرنا يعمل ويتعب ويجتهد ويتعلم ويخترع ويسابق الزمن من أجل العلم والتقدم، بينما نحن نكتفي بالجلوس القرفصاء أو التمدد كسلاً، وكأن السماء ستمطر الذهب والفضة، حتى بتنا بلاداً لا تملك من أمرها شيئاً سرّاً وعلانية، وتفشت فينا أعلى نسب الأمية والفقر والتخلف. رمضان إذاً، فرصة ذهبية لاتقاء الله، وفرصة لأن يجتمع المسلمون من جديد، حول معنى الصوم لا الحرمان، وقيمة الخضوع لا الاستسلام. رمضان، درس إلهي بليغ، علينا أن نعيه نحن البشر، فلا يكون ملهاةً ولا مجرد مطعم كبير لكل الملذات والمأكولات، درس تحقيق التوازن بين الروح السامية والجسد بغرائزه ونزواته، درس يعلمنا السمو بأنفسنا، ويهدينا في نفس الوقت إلى طريق جديد، ليس بالطعام والنوم والكسل نعرف الله أو نعبده. كل عام وأنتم بخير!