وفي هذا السياق، يثور التساؤل حول كيفية إعادة الروح الإنسانية إلى هذا العالم الجامد الذي قد ينعدم فيه الدفء والتواصل الإنساني، فعلى الرغم من الحاجة الملحة للسكن والطرقات التي تخدم حياتنا اليومية، فإن التكاثر السكاني والتطور العمراني أدى إلى تحول شوارعنا وطرقنا إلى غابة من الأعمدة المعدنية، حيث تعد هذه الأعمدة ظاهرة شائعة في المدن الحديثة، والتي تستخدم في الإنارة والإشارات المرورية وتوزيع الكابلات الكهربائية وإعلانات الطرق واللوحات الإرشادية وغيرها من استخدامات، ومع ذلك، فإن هذه الأعمدة المعدنية تسيطر على المشهد الحضري وتخلو من العواطف والروح الإنسانية.
يشعر الكثير بالبعد البيئي والجمالي في مثل هذه البيئة المعدنية الباردة والمجردة من الحياة. لكن هل يمكننا تحويل هذه الأعمدة المعدنية إلى رموز للإبداع والتعبير الإنساني؟ يمكن استغلال الفرص المتاحة لإحياء شوارعنا وطرقنا من خلال الفن والتصميم الإبداعي، كما يمكن أن يكون للفن العام والتماثيل والأعمال الفنية التفاعلية دور كبير في إضفاء الجمالية والروح الإنسانية على الأعمدة المعدنية.
من الأفكار المبتكرة التي يمكن تنفيذها هو استخدام الطلاء والتلوين لتحويل الأعمدة المعدنية إلى قطع فنية مبهجة. بحيث تصبح هذه الأعمدة ساحات للتعبير الفني والتفاعل مع المجتمع، بالإضافة إلى ذلك، يمكن دمج النباتات والزهور والمساحات الخضراء في تصميم الأعمدة لإضفاء لمسة طبيعية وحيوية على الشوارع والطرقات. وكذلك تشجيع المساهمة المجتمعية في عمليات التحسين والتجميل، حيث يمكن تنظيم مشاركات مشتركة لتزيين الأعمدة المعدنية وتحويلها إلى أعمال فنية تعكس هوية المدينة وتعززالانتماء المجتمعي، وأن يكون للشباب والشابات والفنانين المحليين دور فعال في هذه العمليات، حيث يمكنهم تقديم أفكار مبتكرة وإشراك المجتمع في تنفيذها، علاوة على ذلك، يمكن استخدام التكنولوجيا لتحويل الأعمدة المعدنية إلى أعمال فنية متفاعلة، مثل تثبيت أجهزة إضاءة متحكمة بالحركة أو شاشات عرض تفاعلية على الأعمدة لإضفاء جو من المرح والتفاعلية على الشوارع، بحيث يمكن للمارة التفاعل مع هذه الأعمدة وتغيير ألوانها أو عرض رسائل محفزة أو حتى العزف على أصوات موسيقية، وفي سبيل تعزيز التواصل الإنساني، يمكن إقامة فعاليات وفرص للتجمع والتفاعل في الأماكن العامة.
@alsyfean