- إن العلاقة الزوجية علاقة تكاملية، يكمل فيها الزوجان كلٌّ منهما الآخر ويعوض نقصه ويشبع حاجته الفطرية، لقد خلق الله الرجل قويّاً وقاسياً وخلق المرأة ضعيفة ورقيقة، بحاجة للرجل ليحميها، لكنه وهبها عاطفة قوية يحتاجها الرجل، وما يجذب الرجل والمرأة لبعضهما بعضاً ويجعلها يستأنسان ببعضهما بعضاً هو ذلك الاختلاف الجسدي والنفسي الفطري، وكلما قل ذلك الاختلاف - سواء بتأنث الذكر «اكتساب الرجل لمواصفات المرأة» أو باسترجال الأنثى «اكتساب المرأة لمواصفات الرجل» - قل ذلك الانجذاب والانسجام والاستئناس، إنها فطرة الله السوية التي خلق البشر عليها واتفقت عليها جميع الأمم والشعوب في كافة الأزمان والعصور، وتفادياً لسوء الفهم، فجب أن أذكر بأنني لا أشجع النساء لا على البقاء في المنزل ولا على الخروج للعمل فذلك قرارهن الشخصي، إنما أعيد للأذهان أسباب الاستقرار الأسري في مجتمعاتنا العربية كل تلك السنين الماضية.
- أنا على قناعة تامة بأهمية وجود المرأة السعودية في مختلف المحافل كشريك أساسي في دفع عجلة التنمية، لكن مع تمكينها بما يتناسب وطبيعتها الأنثوية وبما يساعد ويعزز دورها الأول والأهم وهو كونها زوجة وأمّاً، لقد انتشرت في زمننا هذا أفكار المساواة بين الجنسين التي يراد بها تذويب الفروقات بين الرجل والمرأة وتوحيد حقوقهما، واجباتهما والتزاماتهما، وجعل كل ما يفعله الرجل تفعله المرأة، وكل ما تتصف به المرأة يتصف به الرجل، مما ساعد على تقليل رغبة الشباب في الزواج، رفع معدلات الطلاق، تدمير مفهوم الأسرة وزعزعة الكيان الأسري الذي يرتكز عليه استقرار المجتمعات.
قد ذكرت في مقال سابق «مكرهُ أخاك لا بطل ..!»، الأسباب التي دفعت بالنساء للخروج للعمل والتي كان من ضمنها تخلي المعيل عن مسؤولياته، غطرسة الرجل وشعوره المرتفع بالاستحقاق، وإساءة فهمه لمفهوم القوامة وما يترتب عليه من استعباد للمرأة والتعامل معها بفوقية، لفت انتباهي مقطع فيديو لشخص يقول بأن الله خلق الأنثى لتستقبل وتضاعف كل ما تستقبله، فأي شيء تعطيه المرأة تستقبله، تضاعفه وتعيده لك مضاعفاً. إذاً، إن أعطيتها داراً جعلته منزلا، إن أعطيتها مضغة جعلتها طفلا، إن أعطيتها مواد غذائية صنعت منها وجبة شهية، إن أعطيتها إحباطاً استقبلته وضاعفته وأعادته لك نكداً! وإن أعطيتها حزناً أصبحت العائلة تعيسة، إما إن أهديتها سعادة أصبحت أنت وعائلتك وحياتك كلها سعادة.
@Wasema