سجلت أسعار الذهب رقمًا قياسيًا بعد جلسة متقلبة، حيث لامست الأسعار الفورية للمعدن 2100 دولار للأوقية فيما يبدو أن الإقبال العالمي على السبائك سيستمر، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية. وتم تداول المعدن لفترة وجيزة فوق 2100 دولار للأونصة في نيويورك مسجلاً أعلى مستوى جديد على الإطلاق. وبلغت العقود الآجلة للذهب رقما قياسيا خلال عند 2152.30 دولارًا.
ما يقوله محللون
قال محللون إن أسعار الذهب في طريقها للوصول إلى مستويات مرتفعة جديدة العام المقبل وقد تظل فوق مستويات 2000 دولار، مستشهدين بعدم اليقين الجيوسياسي والضعف المحتمل للدولار الأمريكي والتخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة.
حرب الاحتلال على غزة
ارتفعت أسعار المعدن الأصفر لمدة شهرين متتاليين مع استمرار الاحتلال في حربه على غزة وهو ماقوى الطلب على أصول الملاذ الآمن في حين قدمت التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة مزيدًا من الدعم. ويميل الذهب إلى الأداء الجيد خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي بسبب مكانته كمخزن موثوق للقيمة.
وحول ذلك قال هينج كون هاو رئيس تحليلات الأسواق والاقتصاد العالمي وأبحاث الأسواق في شركة "يو أو بي" :"إن التراجع المتوقع في كل من الدولار وأسعار الفائدة عام 2024 هو المحرك الإيجابي الرئيسي للذهب".
2200 دولار للأوقية
وتوقع أن تصل أسعار الذهب إلى 2200 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2024. وبالمثل، هناك محلل آخر متفائل بشأن توقعات السبائك حيث قال نيكي شيلز رئيس استراتيجيات المعادن في "إم كيه إس بامب":"ببساطة هناك رافعة مالية أقل هذه المرة مقارنة بعام 2011 في الذهب مما دفع الأسعار إلى تجاوز 2100 دولار ووضع 2200 دولار سارا للأوقية في ضوء التوقعات".
وسبق قبل الارتفاع الأحدث خلال الساعات الماضية أن استقر سعر الذهب عند أقل بقليل من 2100 دولار يوم الجمعة مسجلاً مستوى قياسيًا بعد ارتفاعه بنسبة 4٪ الأسبوع الماضي.
وقد اخترق لفترة وجيزة هذا المستوى قبل أن تنخفض الأسعار الفورية والعقود الآجلة بنحو 2% يوم الاثنين.
ويتوقع بارت ميليك رئيس استراتيجيات السلع في شركة "تي دي سيكوريتيز" أن يبلغ متوسط أسعار الذهب 2100 دولار للأوقية في الربع الثاني من عام 2024 حيث تعمل مشتريات البنك المركزي القوية كمحفز رئيسي في تعزيز الأسعار.
توقعات مجلس الذهب العالمي
وفقاً لدراسة حديثة أجراها مجلس الذهب العالمي فإن 24% من كل البنوك المركزية تعتزم زيادة احتياطياتها من الذهب في الأشهر الاثني عشر المقبلة، مع تزايد تشاؤمها بشأن الدولار باعتباره أصلاً احتياطياً، وهذا يعني احتمال زيادة الطلب من القطاع الرسمي في السنوات المقبلة.
تحركات الفيدرالي الأمريكي
إضافة إلى ذلك فإن محور السياسة المحتمل من قبل الاحتياطي الفيدرالي في عام 2024 قد يكون دافعا لأسعار المعدن أيضًا. وتؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى إضعاف الدولار كما أن ضعف العملة الأمريكية يجعل الذهب أرخص بالنسبة للمشترين الدوليين،مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي مساره المستمر لرفع أسعار الفائدة في مارس 2022 مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته منذ 40 عامًا مما قلل من جاذبية الذهب. ويضر ارتفاع أسعار الفائدة بالطلب على الذهب الذي لا يدفع أي فائدة حيث تصبح الأصول مثل السندات أكثر ربحية بسبب ارتفاع عوائدها.
ارتفاع جديد متوقع في سعر الذهب
في 29 نوفمبر قال أحد محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إنه يتصور تخفيف السياسة النقدية إذا استمرت بيانات التضخم في التحسن خلال الأشهر الثلاثة إلى الخمسة المقبلة مما دفع المحللين إلى توقع ارتفاع أسعار.
وقالت وحدة أبحاث بي إم آي التابعة لشركة "فيتش سلوشنز" في مذكرة حديثة: "نعتقد أن العوامل الرئيسية التي تدعم الذهب في عام 2024 ستكون تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وضعف الدولار وارتفاع مستويات التوتر السياسي".
