- زرت أحد المتاحف الخاصة في إحدى المدن القريبة من الرياض، وقد تم عمل هذا المتحف بشكل جميل وجهد شخصي من صاحب المتحف، حيث قام بترميم منزل طيني قديم تمتلكه اسرته وتجهيزه حسب خبراته الذاتية بما يتطلبه من أدوات مختلفة إضافة إلى عمل الديكورات التي يحتاجها المتحف ليصبح عملاً فنياً جميلاً يبهر الزائرين.
- لمست الحرص والإصرار على تطوير المتحف بأي طريقة ليصبح معلماً في تلك المدينة، وهو جهد يشكر عليه لأن انتشار المتاحف الخاصة في أي مجتمع يعتبر معززاً للمتاحف الرسمية كما أنه يؤكد على نمو ووعي المجتمع بأهمية الثقافة والتراث وضرورة حفظ تاريخ وحضارة البلد، ونقولها بصراحة أن هواة المتاحف لديهم قطع وأدوات لا تمتلكها المتاحف الرسمية توارثوها من آبائهم و أجدادهم وربما أقدم من ذلك، وبدلاً من تخزينها في أماكن لا يراها غيرهم أو لا يشاهدها إلا محيط الأسرة القريب، فإننا نشكرهم على عرضها للجمهور في متحف خاص.
- كما لمست أثناء زيارتي لذلك المتحف الخاص أنه يعاني من ضعف الإقبال حيث لا يأتي إليه إلا القليل من الزوار برغم أن رسوم الزيارة عشرة ريالات فقط مما يدل على أن هناك مشكلة في الإعلان والترويج للمتحف، وكما نعلم أن استمرارية هذا الجهد التراثي المميز مرهون بالدعم لأن أغلبهم كما ذكرنا قام بهذا العمل من تلقاء نفسه وبجهد شخصي .
- إذا قل الدعم المادي ربما ينسحب مما يسبب خسارة للقطاع التراثي بما يملكه من قطع وأدوات مميزة، أيضاً قلة الخبرة لدى هؤلاء مشكلة يعاني منها الجميع حيث لا يمتلكون الدراية الكاملة بموضوع ترميم المنازل فلربما تم ترميم منزل طيني قديم بشكل غير مناسب وبالتالي تهاوت بعض أجزاءه بسبب الأمطار أو غيرها من العوامل الجوية خلاف أن بعض القطع تحتاج عناية خاصة وليست مجرد عرض في زاوية أو ركن معين ليشاهدها الجمهور، فالمخطوطات واللوحات الفنية والجلود وغيرها ربما تتحلل إذا لم تجد العناية الكافية.
- في المجمل تعتبر تلك المواقع دعماً مهماً للسياحة لأن الكثير من السائحين يرغب أثناء زيارته للمملكة في التعرف على الإرث الثقافي والتراثي من خلال زيارة المتاحف.
- أتمنى من وزارة الثقافة إعطاء تلك المواقع وملاكها عناية واهتمام خاص سواء من ناحية الدعم المادي أو الخبرات الفنية خلاف وضعها في جدول دعائي يدعمها جماهيرياً لأنها عامل مساعد في نشر التراث والحضارة المحلية.
@almarshad_1