لطالما شكل الفن والرسم بشكل خاصا أسلوبًا إبداعيًا للتخلص من عراقيل الحياة، وفي أعمال الفنان متعدد التخصصات حسين السماعيل، يلاحظ المتلقي تركيزه على جانب الكوميديا وإيصال أفكاره بأسلوب يضفي طابعًا من المرح من خلال إما العناصر أو الألوان المستخدمة.
الرسم يساعد في تخطي المشاكل
وفي لقاء مع "اليوم" ضمن مشاركته في معرض "التشافي بالفن" بالرياض، يقول السماعيل: "اعتقد أن الفن بحد ذاته أداة ممتازة لعملية التشافي، وشخصيا أرسم بشكل يومي ودائما ما يكون بحوزتي "السكتش بوك"، ودائما ما أحاول أن استلهم من أي شيء من حولي، لذلك دائما ما يكون هناك تركيز على الهوية السعودية سواء في مواضيعي أو أعمالي، كما اعتقد أن الرسم كممارسة يساعد في تخطي المشاكل أو العراقيل النفسية التي يمر بها الشخص؛ لذلك هو من أهم الأدوات التي من الممكن أن يستفيد منها أي شخص لتجاوز المحن".
محاكاة مرتبطة بالمجتمع
ويوصف السماعيل أعماله قائلًا: "دائما ما تحمل أعمالي روح خفيفة، وأحب أن أحاكي مواضيع مرتبطة بالمجتمع، سواء كانت عابرة أو مهمة، فاهتمامي بالشخوص وتعبيري عن الأعمال بالكاركتر سيجعل المتلقي يرتبط بشكل أكبر بالعمل الفني، ويرى نفسه به. ويضيف أنه مهتم كثيرا باختبار "الميديمز"، فترى أن مواضيعي مرتبطة بالمجتمع السعودي، وتكون بأشكال مختلفة اما تصوير فيلمي، أو تركيبي، أو ثلاثي أبعاد".
وحول تأثير الأعمال الفنية على المتلقي، يعتقد السماعيل أننا كمخلوقات نتأثر بما حولنا، ومن الممكن رؤية أي شيء يؤثر في الشخص، في حال لامست حواسه ومشاعره، وفي معرض "التشافي بالفن" مثلاً تمت محاكاة أكثر من حاسة من خلال تنسيق الأعمال الفنية المتنوعة، منها الأعمال البصرية الفيديو والتركيب والتفاعلية، وبهذه الطريقة يمكن أن يكون هناك حافز أن يعمل الشخص معالجة لما يمر بها.
3 لوحات برسم الخط المتصل
وحول عمله المقدم في المعرض، قدم السماعيل ثلاث لوحات تحاكي أجزاء من التشافي، ومن خلال الألوان "الفرايحية" المتواجدة حاول أن يعكس هذه المراحل، خصوصا في المراحل الأخيرة من التشافي، حينما يحاول الشخص تجاوز كل العراقيل وأن يتواصل مع الأشخاص الآخرين بروح مرحة، لذلك استخدم في الرسومات والشخصيات أسلوب الرسم بالخط المتصل، وذلك لتعزيز مفهوم التواصل والدعم من الآخرين.
ووجه كلمة أخيرة، قال فيها: لا تكبت، فالمهم أن يكون لديك مخرج ليس بالضرورة إبداعي، إنما مخرجاً يحمل مجال للتنفس، وذلك مهم للوصول لمرحلة "الطمأنينة".
فنان متعدد التخصصات
يعد حسين السماعيل فناناً متعددا للتخصصات وذلك كونه لا يعتمد على أسلوب فني واحد، إنما يحاول أن يجد أفضل طريقة تحاكي ما يحمله من أفكار ويقوم بتوظيفها في العمل، فنجد هناك تنوعاً في أعماله ما بين أفلام مصورة، أو أعمال تركيبية، أو صوراً فوتوغرافية، أو رسومات، أو عمال ثلاثية أبعاد، وبالرغم من هذا التنوع إلا أن الفنان تتسم أعماله بالتفرد والتميز وارتباطها الوثيق بالمجتمع السعودي، وكونها دائمًا تتسم بلمسة من الكوميديا والإيجابية والسعادة. شارك في عدد كبير من المعارض الفنية داخل المملكة وخارجها، كما حصل على منح وإقامات فنية من أكبر المؤسسات الفنية محليا ودوليا، إضافة لأكثر من 7 جوائز فنية منذ 2010 وحتى 2023.
