@abdullaghannam
يفترض أن الـعلـم يخدم الإنسانية، فكلـما زاد الـتطور العلمي والتقني زادت الفرصة لاستخذاهما في مجالات عدة منها الـطبية والـعلاجية، ويفترض فيهما أن يجعلا حياة الإنسان أكثر أمانا وسلامة، ولكن الـواقع أن للتقدم العلمي والـتقني جوانب قد تكونسوداوية ومظلمة!
- فعلـى سبيل المثال حين اختراع (ألفرد نوبل) الديناميت عام (1867 م) كان الـسبب هـو تسهيل عمليات الحفر للمناجم، وتخفيف الـعبء علـى الـعمال، ولـكن بعد ذلـك تم استخدامه بشكل واسع ومروع في الحروب لحصاد الأرواح بشكل أكبر وأوسع، فتحولـت الـنعمة إلـى نقمة كما يقال حين نُسيء استخدامها. ويُذكر أن مخترعها قد ندم بعد ذلـك، وأطلق جائزة سنوية للسلام (ولكن بعد خراب مالـطا كما يقال في الأمثال).
وهذه الجائزة هي اليوم الأشهر والأرقى على مستوى العالم، إنها (جائزة نوبل).
- والمثال الآخر وهو أفظع من الأول على سوء استخدام العلم.
فعندما نشر آينشتاين نظريته الشهيرة جدا ( E= MC 2 (ومعناها ببساطة أن الـكتلـة الـصغيرة ممكن أن تتحول إلى طاقة كبيرة جدا (طاقة ذرية أو نووية) وهذا ما تنبأ به الـعلـماء بعد عدة سنوات، ثم أصبحت حقيقة على أرض الـواقع (الـقنبلـة الـذرية) ليتم استخدامها أكثر من مرة في الحرب الـعالمية الـثانية.
وليتكرر نفس المشهد مرة أخرى، ويندم العالم الأمريكي (روبرت أوبنهايمر) الـذي قاد الـفريق لصنع أول قنبلة ذرية في التاريخ.
- نتحدث عن العلم والـسلام لأن يوم (10 ) من شهر نوفمبر الحالـي يوافق (الـيوم الـعالمي لـلـعلـوم من أجل الـسلام والـتنمية). والـذي تقول عنه هيئة الأمم : «يساهم الاحتفال بالأسبوع الدولي للعلم والسلام مساهمة هامة في تعزيز السلام.
فالأسبوع يشجع علـى تبادل أكاديمي أعظم في موضوع الأهمية العالمية وفي نفس الوقت زيادة أعظم في الـوعي بالعلاقة بين الـعلـم والـسلام في أذهان العامة» .
ولـكن الـواقع يختلـف عن التمني حيث أننا نعلم يقين أن الـعلـم سلاح ذو حدين، فحين نسيء استخدامه (كما يفعل الإنسان في حال الحروب) تظهر أسلـحة مروعة للبشرية من قنابل ذرية ونووية، و كيمائية وبيولوجية، وفسفورية وعنقودية، وفراغية وغيرها الـكثير، بل حتى الحاسبات الآلـية والـذكاء الاصطناعي أصبح سلاح يهدد العالم!.
- الـعلـم الـصحيح هـو الـذي يخدم الإنسان من الـناحية الـطبية، ويسهل حياته المهنية والمعيشية، ولـكن يظل الجانب المظلـم في بعض الـبشر حيث ينظر إلـى الـعلـم من جانب أنه سلاح لا علاج، وقوة لـلـحرب لا للسلام! - ومن الطرائف الشخصية في هذا الباب أنني حين كنت طالبا في الجامعة، ذكر لنا الدكتور (في درس الفيزياء) أن لكل مادة حالة حرجة من الاهتزازات تتفكك بعدها، فرفع أحد الـطلاب متسائلا: هـل يعني هـذا أن الإنسان يستطيع يخترع سلاح يستخدمه لـتفكيك الجسم البشري؟! فتبسم الدكتور قائلا: وأنت ما فكرت إلا في السلاح، ليه ما فكرت في اخترع شيء آخر؟! - أعتقد أن العالم الحقيقي (في أي تخصص كان) كلما ازداد علما ازداد تواضعا وحب للسلم ولـلآخرين، فالـعلـم يُفهمك أن المجهول أكثر من المعلـوم، وأنه كلـما ازدادت مساحة علـمك ازدادت مساحة جهلـك! ومن هنا انتشرت الكلمة المنسوبة إلى آينشتاين في إحدى الـنقاشات العلمية الفزيائية أنه قال: إنني على أية حال من الأحوال مقتنع (بأنه) لا يلعب النرد. يقصد أن الله (سبحانه وتعالى وتنزه عما يصفون) خلـق الـكون بتقدير ودقة، وليس بطريقة غير محددة أو عشوائية. ويدل على ذلك بكل وضوح ويقين قولـه سبحانه وتعالـى : «وَمَا خَلَقْنَا الـسَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ» .