@abdullaghannam
- اليوم الوطني (93) هو يوم استثنائي في كل ملامحه، وهو فرصة للتعبير عن الحب والفخر والاعتزاز به، وهو يأتي كذلك من أجل تعزيز اللحمة والوحدة الوطنية، وزيادة قوة الروابط والانتماء له، وأيضا هو تجسيد للتلاحم بين المواطنين والقيادة الرشيدة.
- ولنا مع هذا اليوم عدة وقفات منها،
أولا: أن نستذكر أن السبب وراء اختيار هذا اليوم بالتحديد، هو صدور الأمر الملكي بتوحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- وتسميتها (المملكة العربية السعودية) اعتباراً من الخميس (21) جمادى الأولى عام (1351) هجري، الموافق (23) سبتمبر (1932م).
ثانيا: أن حب الوطن والانتماء إليه هو أمر فطري يولد مع الإنسان وقد جبلت النفس عليه، فهو ينشأ على أرضه، وتحت سماءه، ويتنفس هواءه، ويشرب من مائه، ويتقلب في أحضانه. ويذكر أن جالينوس (الطبيب الإغريقي الشهير) قد قال: «يَتروح العليل بنسيم أرضه كما تتروح الأرض الجدبة ببلل القطر». ويُقال: أن العرب كانت إذا غزت وسافرت حملت معها من تربة بلدها رملًا وعَفَرا تستنشقه عند نزلة أو زكام أو صداع!.
ثالثا: يأتي الشعار لهذه السنة (2023م) : نحلم ونحقق، والحلم هو أمر دافع وفعال حين يكون هناك له أهداف واضحة ومكتوبة، وهنا يأتي دور الرؤية (2030) والتي هي واضحة الملامح ومحددة، والمنجزات والأرقام تتحدث عن نفسها وتؤكد ذلك، وهي تسير ضمن المنهج المخطط والمرسوم.
رابعا: ولاشك أن الاحتفال بهذا اليوم هو أمر جميل و رائع، ولكن العمل من أجل الوطن هو الأهم والهدف الأسمى حيث تقدم مصلحة الوطن والمجتمع على مصالحنا الشخصية في أي عمل نقوم به أو أي مركز أو منصب نتولى مسؤوليته.
خامسا: نعمة الأمن والأمان، هي نعمة كبيرة وعظيمة، ولا يعرفها حقها وقدرها إلا من ذاق الحرمان منها. والمتأمل لم يعانيه بعض الدول على المستوى الإقليمي أو الدولي من شتات أو نقص وضياع للأمن والأمان يعرف أنه فقدهما أمر خطير ومؤلم جدا على الأفراد والأسر والمجتمع. وكما أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، فكذلك الأمان هو تاج على رأس المجتمعات.
سادسا: لابد أن نتذكر في هذا اليوم الشكر لكافة القطاعات الأمينة بلا استثناء على ما يقومون به من جهود كبيرة وجبارة من أجل حماية الوطن والمواطن، ولتحقيق للأمن والاستقرار، ومحاربة كافة أشكال الجريمة والرذيلة والفساد، ومن أجل الحفاظ على سلامة المجتمع وأمنه. والواقع أن الازدهار والنماء والتطور لا يتحقق إلا بالأمن ومحاربة الفساد.
سابعا: تشهد المملكة تطور مذهلا ومتسارعا في كافة الأصعدة السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل رؤية ثاقبة (2030) والتي تعكس التصميم والإرادة والعزيمة من أجل تتبوأ المملكة العربية السعودية مكانتها الطبيعية بين الدول المتقدمة والمؤثرة في المشهد الإقليمي والعالمي.
ثامنا: نحن نلاحظ في الآونة الأخيرة مدى تأثير القوى الناعمة (مثل: الثقافة والرياضة) على مستوى العالم، وقوة نجاحها وانتشارها الدولي، والتي أصبحت لها دور فعال وكبير في تعريف العالم بالمملكة وبثقافتها و بتراثها ومكانتها، وكذلك بالتطور المذهل والسريع الذي حصل خلال السنوات القليلة الماضية.
تاسعا: ما وصلنا له اليوم قد جاء بثمن كبير من التضحيات والبذل والعطاء من أجيال قد سبقتنا في حب هذا الوطن، فبذلوا له الغالي والنفيس من أجل أن نعيش هذه الحياة الكريمة والمطمئنة، والتي يغبطنها عليها الكثير من المجتمعات.
عاشرا: دائما وأبدا يعتبر العمل التطوعي والمجتمعي من أبهى صور العطاء للوطن سواء كان بالوقت أو الجهد أو المال.
وختاما، الوطن حضن وحب، وانتماء وعمل.