- في اختيار موفق آخر نظمت إدارة التوجيه الطلابي (بنين) في تعليم الشرقية مؤخراً لقاءً إرشادياً تحت عنوان «العلاقات الأسرية الجيدة ودورها في التحصيل الدراسي»، ولا نشك أن أحداً لا يدرك أهمية العلاقات الأسرية وأثرها على التحصيل الدراسي للأبناء بل على سلوك الأبناء وحالاتهم النفسية وإحساسهم بالسعادة والاستقرار وفي المقابل فإن أبناء الأسر التي لا يستطيع أفرادها وخاصة الوالدين بناء علاقات جيدة يكونون عرضة لكثير من المشاكل في مقدمتها عدم الاستقرار النفسي وعدم الثقة بالنفس، وبالطبع فإن ذلك ينعكس على تحصيلهم الدراسي ويؤدي إلى الإخفاق في الدراسة..
- والمقصود بالعلاقات الأسرية هي العلاقات التي تقوم بين الزوج والزوجة وبينهم وبين الأبناء وفيما بين والأبناء أنفسهم، وتتضح أهمية هذه العلاقات حينما تمر الأسرة أو بعض أفرادها بمواقف صعبة أو يحتاج بعض أفرادها إلى دعم البعض الآخر، ولذلك فإن على كافة أفراد الأسرة أن يكونوا حريصين على إظهار حبهم بعضهم البعض واستعداد كل واحد منهم للتضحية والبذل في سبيل سعادة الآخرين، وأن يعبر كل منهم أيضاً عن محبته للآخر وتقديره خاصة الزوج والزوجة اللذين ينبغي أن يكونوا قدوة لأبنائهم في ذلك بحيث يعبر الزوج عن امتنانه لجهود زوجته وسهرها على راحته وعلى تربية أبنائهما كما تعبر الزوجة عن امتنانها لما يتحمله الزوج من التعب والمشقة لتوفير حياة هانئة لأسرته ومستقبل واعد لأبنائه، لأن تحقيق السكينة في الأسر هو مسؤولية مشتركة بين الزوجين وبذلك تتكامل المسؤوليات بين الجميع لينتج عن ذلك وحدة اجتماعية مستقرة ومتماسكة هي الأسرة، بل يتكون من هذه الأسر المتماسكة مجتمعاً يوفر للأبناء الاستقرار النفسي الذي يهيء الأسباب للتحصيل الدراسي الأفضل بعيداً عن ما يشتت انتباههم ويضعف إرادتهم وثقتهم بأنفسهم قبل أن يوفر لهم الأسباب المادية للحياة اليومية بعيداً عن كل ما يشغلهم عن الاهتمام بدراستهم والتفرغ لواجباتهم الدراسية يظل هو الأهم، ودليل ذلك فشل كثير من أبناء بعض الأسر التي استطاعت بثرائها توفير الأسباب المادية لأبنائها لكنها ولعدم استقرار العلاقات بين أفرادها لم تنجح في توفير أسباب التحصيل والتفوق الدراسي للأبناء فيما نجد أن بعض الأسر الأقل حظاً ورغم إمكانياتها المادية المتواضعة استطاعت أن تجعل أبنائها متفوقين في دراستهم وحياتهم العلمية والعملية.. وأهمية ذلك هو أن الأجواء النفسية للأسرة هي أكثر العوامل تأثيراً في بناء شخصية سوية للعقل وكذلك مدى تفهم الوالدين للطفل والصبر في تربيته وإدراك حاجاته وقدراته ومعاملته بهدوء وتروٍ لينتقل من مرحلة عمرية إلى أخرى بنجاح وصولاً إلى إنسان واع فاعل في مجتمعه ووطنه.
- ومن هنا فإن أهمية مثل هذه البرامج الإرشادية الموجهة للآباء والأمهات وللأبناء أيضاً يبدو أكثر وضوحاً واستمرارها أكثر ضرورة أيضاً.