"شقيقي ياس خضر ليس فقط فنانًا مبدعًا وموهوبًا، بل كان أيضًا شخصًا طيب القلب ومحبًا للناس"، بهذه الكلمات نعت ملوك القزويني، شقيقها الفنان ياس خضر الذي رحل فجر السبت الماضي في العراق.
وقالت إن رحيل شقيقها ترك أثرًا عميقًا بقلوب محبيه في أنحاء الوطن العربي.
وعاشت ملوك القزويني لحظاتٍ مؤثرة أثناء زيارة ”اليوم" لها في منزل ابنتها "ابتهاج الخنيزي" في حي الناصرة بالقطيف.
تأثرت بالحزن والأسى وفي نفس الوقت استحضرت الذكريات الجميلة لحياة شقيقها، الفنان الراحل ياس خضر.
المشاعر الإنسانية
تحدثت السيدة ملوك عن طفولة ياس والصعاب التي واجهها في حياته، إذ فقد والده وهو لم يولد بعد، تحديدًا في الشهر السابع من الحمل.
ورغم هذه الصعوبات، نجح ياس في تجاوزها واختار الفن كوسيلة للتعبير عن نفسه ومشاعره العميقة.
وأكدت ملوك أن ياس خضر ترك أثرًا عميقًا في قلوب محبيه من خلال أغانيه الشهيرة التي تعبّر عن المشاعر الإنسانية الجوهرية.
وأشارت إلى أن "قصة حياته تعلمنا أن الفن ليس مجرد تسلية، بل هو وسيلة للتواصل العميق والتعبير عن الأحاسيس والمشاعر التي تتجاوز الكلمات".
دخول مجال الفن
وأضافت ملوك أنه في حين كان ياس يحقق نجاحًا كبيرًا في مجال الفن، تعرض لمرض مفاجئ ومؤلم، مما ألم به وبعائلته ومحبيه.
وتابعت: "وعلى الرغم من الأزمة الصحية التي تعرض لها وصراعه المرير مع المرض، لم يتمكن الجميع من رؤيته وتوديعه قبل رحيله، مما ترك وراءه أحزانًا لا تنتهي".
وقالت إن ياس كان قارئًا للقرآن الكريم وصوته كان جميلاً جدًا، وعندما قرر دخول مجال الفن، كانت هناك مقاومة لهذا القرار من قبل العائلة، ولكنه استمر في اختيار الفن الحزين ليحكي عن نفسه ويعبر عن مصابه.
جلسات غسيل الكلى
وأوضحت شقيقة ياس خضر، أنها لم تتمكن من رؤية شقيقها لفترة طويلة بسبب استقرارها مع ابنتها في السعودية، وعندما تعرض ياس للمرض، الذي استمر لمدة أسبوعين فقط، لم يتمكن من إجراء جلسات غسيل الكلى بسبب عجز في القلب، مما أدى إلى رحيله.
وأشارت إلى أن ياس كان شخصًا حنونًا ومساعدًا، وكان يساعد الجميع بشكل مادي ومعنوي.
ولفتت إلى أن آخر ذكرى لها معه كانت قبل 3 سنوات، إذ قال لها إنه سيزورها، ولكنها سبقته وذهبت لزيارة ابنتها في السعودية، ولم تتمكن من رؤيته.
محبة أهل السعودية
اختتمت ملوك حديثها بتوجيه الشكر لمحبي ياس خضر، وأعربت عن تقديرها للمملكة العربية السعودية ومحبة الناس.
وتحدثت عن مدى تأثرها بمحبي ياس وأغنيته الشهيرة ”مرينا بيكم حمد"، وأكدت أنه كان على تواصل دائم معها من خلال المكالمات المرئية، مشيرة إلى حزنها العميق لفراقه.
الأوساط الثقافية والفنية
وكانت الأوساط الثقافية والفنية والشعبية في العراق والوطن العربي نعت المطرب العراقي ياس خضر، صاحب الأغاني الشهيرة "حن وآنه حن"، و"تايبين"، و"البنفسج" و"الريل" و"حمد"، و"المكير"، وغيرها من الأغاني التي ظلت راسخة في أذهان العراقيين والعرب على اختلاف مشاربهم.
ورحل الفنان الكبير عن عالمنا فجر السبت في مسقط رأسه بالعراق، إثر مرض عضال عن عمر ناهز 85 عامًا.
