تتنافس شركات التكنولوجية العملاقة على الرقائق الدقيقة اللازمة للذكاء الاصطناعي التابعة لـ"أمازون ويب سيرفس" لتكون بديلاً يمكن تدريبه على النماذج اللغوية الكبيرة، غير تلك التي تنتجها شركة "إنفيديا" Nvidia، التي أصبح شرائها صعبًا ومكلفًا، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية، الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
وقال المدير العام في شركة "أمازون" آدم سيليبسكي" للشبكة: "العالم بأسره يرغب في مزيد من الرقائق لأجل الذكاء الاصطناعي التوليدي، سواء كانت وحدات معالجة لمنتجات أخرى أو ما إذا كانت رقائق أمازون الخاصة التي نصممها".
وأضاف: "أعتقد أننا في وضع أفضل من الجميع لكوننا قادرين على توفير السعة التي يريدها عملاؤنا بأنفسنا".
مع ذلك، فقد تصرف آخرون بشكل أسرع، واستثمروا أكثر، لتوجيه طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي إليهم. فعندما أطلقت "أوبن إيه آي" روبوت "شات جي بي تي" في نوفمبر، قامت "مايكروسوفت" بضخ استثمار قدره 13 مليار دولار في "أوبن إيه آي"، وأدخلت الذكاء الاصطناعي إلى منتجاتها الخاصة، ودمجها في "بينج" في فبراير.
وفي نفس الشهر، أطلقت جوجل نموذجها اللغوي الكبير "بارد". ولم تعلن "أمازون" حتى أبريل عن عائلتها الخاصة من نماذج اللغات الكبيرة، المسماة "تيتان"، بالإضافة إلى خدمة تسمى "بيدروك" لمساعدة المطورين على تحسين البرامج باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.
قال شيراج ديكياتي، نائب قسم المحللين في شركة "جارتنر": "أمازون ليست معتادة على الركض وراء الأسواق، فهي من تنشئ الأسواق. أعتقد أنه للمرة الأولى منذ فترة طويلة، تجد نفسها في موقف ضعيف وتعمل على اللحاق بالركب".
من جانبها، صدرت "ميتا" مؤخرًا لغة إل إل إم، الخاصة، لتنافس شات جي بي تي، والشركات الأخرى.
وقال شيراج ديكياتي: "أعتقد أن التمايز الحقيقي هو القدرات التقنية التي يستخدمونها. لأن مايكروسوفت ليس لديها إنفينيتي وترينيوم التي لدى أمازون".
وبدأت "أمازون ويب سيرفس" في إنتاج السيليكون المخصص لهذه الشرائح في عام 2013 بقطعة من الأجهزة المتخصصة تسمى نايترو Nitro. وتعد نايترو شريحة "أمازون ويب سيرفس" الأكبر حجمًا.
وفي عام 2018 أيضًا، أطلقت أمازون رقائقها التي تركز على الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك بعد عامين من إعلان "جوجل" أول وحدة معالجات هي تينسور، أو تي في يو. لم تعلن مايكروسوفت بعد عن شريحة الذكاء أثينا التي تعمل عليها، بالشراكة مع شركة "AMD".
قامت سي إن بي سي بجولة في كواليس معمل أمازون للرقائق في أوستن بتكساس، حيث تم تطوير واختبار تراينيوم، إنفرينتيا.
وتوفر تراينيوم Trainium تحسينًا بنسبة 50٪ تقريبًا من حيث الأداء والسعر مقارنة بأي طريقة أخرى لتدريب نماذج التعلم الآلي.
ومع ذلك، في الوقت الحالي، لا تزال وحدات معالجة الرسومات الخاصة بشركة إنفيديا هي الأفضل فيما يتعلق الأمر بنماذج التدريب.
في يوليو، أطلقت أمازون ويب سيرفس جهاز تسريع جديد للذكاء الاصطناعي مدعوم من "إنفيديا". وقال محللون، أنه قد انتعشت جميع الأسماء الكبيرة في صناعة التكنولوجيا في عام 2023، لكن شركة واحدة تفوقت عليهم جميعًا، وهي "إنفيديا".
وارتفعت أسهم إنفيديا بنسبة 180٪ هذا العام، متجاوزةً كل الشركات على مؤشر S&P 500. كما تقدر قيمة إنفيديا الآن بأكثر من تريليون دولار، مما يجعلها خامس شركة أمريكية من حيث القيمة، بعد الشركات التقنية العملاقة أمازون، وأبل ومايكروسوفت وألفابت.
فيما تعد "أمازون ويب سيرفس" أكبر مزود للحوسبة السحابية في العالم، بحصة 40٪ من حصة السوق في عام 2022. على الرغم من انخفاض الدخل التشغيلي على أساس سنوي لثلاثة أرباع متتالية، إلا أن الشركة لا تزال تمثل 70٪ من إجمالي أرباح "أمازون" التشغيلية البالغة 7.7 مليار دولار في الربع الثاني.
