@nanomomen
تساؤلات كثيرة تتطاير هنا وهناك، البعض منها يأخذنا للقاع، والبعض الآخر يحلّق بنا عاليًا كعلو السماء، تشدُّنا رغبة عاصفة في معرفة أجوبة لتساؤلات مرهقة، والتفكر في التساؤل بحد ذاته.. كيف يعلمنا الفقد أو كيف نحن بعد الفقد؟
هل التخطي والتجاوز هو المعنى؟ أم هناك معنى محسوس وأعمق أكثر من مجرد كلمة لها معانٍ في معجم اللغة العربية؟
من الممكن أن نعثر على إجابة أو أن الإجابة عن تلك التساؤلات لن تنفع وقد تضر.
من الممكن حتى أن تنفع شطرًا منا، وتؤذي الشطر الآخر،
الموضوع بحد ذاته محبوك بطريقة عجيبة.
كان هذا التساؤل عنوان المرحلة بعد عام من وجع الفقد.
سؤال يؤرق عقلي وعقولًا كثيرة تقابلنا، وأخرى لم يجمعنا بها القدر، لكننا مررنا بذات الظرف والفقد ونفس المعنى والشرح والإحساس والمنطق..
هل الاختلاف يكمن فينا؟!
في ذواتنا، في تقبّلنا، في رفضنا للتعايش معه، أم تكذيب أرواحنا وعقولنا لذلك الحدث.
لا أعتبر أنني وصلت للإجابة، ولكن أيقنت بأن رحمة الله تعالى بنا كبيرة، كبيرة لدرجة لا يمكن لأي عقل بشري استيعابها وتخيّلها؛ فنحن لا نستطيع التخيُّل، ولكننا مؤمنون برحمة الله ولطفه، مؤمنون بقدره وحكمته ولطفه تعالى.
ومن ثم نبدأ رحلتنا محاولين أن نتأقلم مع وجع الفقد.
وأعود بكم مرة أُخرى للبداية لأذكّركم وأذكّر نفسي، نحن - لا نتجاوز أو نتخطّى - نحن نتعايش مع حدث الفقد ومحاولة التأقلم والعيش معه.
لا ننسى؛ لأن الذاكرة لا تخون، والذكريات ثابتة متوهّجة هنا وهناك، في كل ركن، وكل زاوية من زوايا أرواحنا، فالقلب يتذكّر ويشتاق، والعقل لديه القدرة على التعايش والتأقلم، هكذا نحن بعد الفقد.
أعلم تمامًا أن الفكرة قاسية والتفكر بها قد يزعج جزءًا منا محاولًا أن يتجاهل ما يشعر به، لكنه أمر الله الخالق وسنّته في الحياة الدنيا، ولا حرج على الإنسان أن يعبّر عن مشاعره.
ليعلمنا الفقد أن نتبادل بكرم وسخاء لمشاعرنا وأحاسيسنا قبل أن نفقد مَن نحب، ونندم أشد الندم على فقدانه.