سارع الخطاط زكي الهاشمي خطواته صوب معرض "رحلة الكتابة والخط: دروب الروح" الذي تنظمه وزارة الثقافة في مستشفى عرقة بالرياض هذه الأيام؛ ليعرض لوحة خطية باهرة لسورة "الرحمن" التي دبجها بتراكيب فنية مذهلة استوقفت الزائرين أمامها متمعنين جمالها وروحانيتها الأخاذة.
لوحة "الهاشمي" التي نقشت سورة "الرحمن" وشارك بها في معرض "الكتابة والخط"، كتبها بخطي الثلث والنسخ، واستغرق زمناً طويلاً قبل تنفيذها؛ يفكر بطريقة إخراجها، لصعوبة تدوين السورة كاملة في لوحة، راسماً آية {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} المتكررة 31 مرة في السورة، بتوزيع جمالي يراعي التسلسل القرائي.
التقليد هو أول لبنة
قبل ذلك.. كان الهاشمي يروي بصره على الدوام بالنظر إلى الخط، وسرعان ما بدأ يتعلم ويُقلّد الآخرين، مؤمناً بأن التقليد هو أول لبنة في هذا العالم المترامي، وبمرور الوقت اكتشف بأن الفرصة باتت مواتية للخروج من الحالة التقليدية إلى الإبداعية، مستوعباً أهمية الابتكار بالنسبة للخطاط ليترك أثراً، زاعماً أن الإبداع يعني بالضرورة الدلوف إلى عالم الجمال.
إن النظر إلى تاريخ الخط العربي والوقوف على متغيراته، وما نتج عنها من خطوط مبتكرة، جعلت الهاشمي مدركاً لقابلية الخط في التجدد، وأنه وعاء فني علمي شب عوده في عدة حضارات طوال 14 قرناً، مشيراً إلى أن كل مادة زوّقها الخط العربي أخذت شكلاً مختلفاً ورونقاً خاصاً ملهماً.
المدرسة هي المظلة الكبرى
ويرى أن المدرسة في الخط هي المظلة الكبرى التي تظل الأساليب، فإذا كان له هندسةً مميزة وثابتة يصبح مدرسة، وإن طعّم الخطاط رؤيته بالعمل يكون أسلوباً؛ وبالنسبة له يتتبع الجمال أينما كان، ولذا راح يسطّر خطوطاً مستحدثة تلاقي أسئلة مثل: "ما نوع هذا الخط؟"، فيجيب: "لقطات جمالية"، إذ يدمج حركات أحرف قد نالت إعجابه، فتتناسق هندسياً بالنهاية.
وعن معرض "رحلة الكتابة والخط: دروب الروح" يرى أن المعارض تُعرّفه إلى نتاج جمع من الخطاطين المختلفين، وتخلق له الحلول لبعض العوائق، علاوة على أنها تفيد الخطاط بالظهور، والزائر بالاطلاع، والباحثين في السبر، وجاء هذا المعرض ليقارب بينهم تحت سقف واحد.
