المملكة العربية السعودية تطبق إجراءات لحماية العاملين من الإجهاد الحراري وضربات الشمس للحد من الإصابات المهنية وتحسين وزيادة الإنتاجية، من خلال تطبيق قرار منع العمل تحت أشعة الشمس من الساعة 12:00 ظهرا وحتى الساعة 3:00 مساء ابتداء من 15 يونيو من هذا العام وحتى الخامس عشر من سبتمبر، فارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف قد يتسبب بمشاكل صحية بعضها عالي الخطورة مثل الإجهاد الحراري وضربات الشمس، ويحدث الإجهاد الحراري عندما تزداد حرارة الجسم بصورة بالغة بسبب الطقس الحار؛ يشعر المصاب حينها بالتعب والضعف، والدُّوَار، والصداع، وزيادة سرعة في ضربات القلب، والجفاف سينعكس بنقص كمية البول بعد التعرض للحرارة المرتفعة.
ضربة الشمس تعتبر أكثر خطورة من الإجهاد الحراري؛ حيث يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، وتحدث عند التعرض لدرجات حرارة مرتفعة؛ فيصبح الجسم ساخنًا جدًّا تصل حرارته إلى 40 درجة مئوية وأكثر، ويمكن أن يحدث بعد الإجهاد الحراري، ويتسبب في اضطراب الوعي.
أعراض الإجهاد الحراري تتمثل في زيادة التعرق مع برودة وشحوب في لون الجلد، وقد يصاب المجهد حراريا بالصداع والغثيان والقيء وتشنج العضلات، مع شعور بالتعب والضعف والدوخة أو الإغماء وضعف النبض، بينما ضربة الشمس تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية وأعلى، ويصاحب ذلك حرارة واحمرار ورطوبة في الجلد، مع صداع ودوخة وغثيان وتسارع ضربات القلب حتى يفقد المصاب الوعي، وأعراض تشابه الهلوسة.
الإجهاد الحراري لا يعرف عمراً، ولكن قد يكون الأطفال وكبار السن أكثر عرضة لذلك خصوصا الرضع ومن تقل أعمارهم عن 4 سنوات، والبالغين الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا لضعف قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة بشكل كامل، وقد تقل عن طريق المرض أو الأدوية أو العوامل الأخرى في البالغين.
بعض الأدوية تؤثر في نقصان رطوبة الجسم والاستجابة بشكل مناسب للحرارة، مثل أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب (حاصرات مستقبلات بيتا، مدرات البول) أو التي تقلل من أعراض الحساسية (مضادات الهيستامين) أو مهدئات الأعصاب أو مضادات الذهان، والمخدرات مثل الكوكايين والأمفيتامينات، والسمنة كذلك تؤثر في قدرة الجسد على تنظيم درجة الحرارة.
ومن العوامل التي تساهم في زيادة نسبة التعرض للإجهاد الحراري:
1. الجفاف (قلة شرب السوائل) مع ارتفاع درجة الحرارة يقلل من قدرة الجسد على التعرق والحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية.
2. المشاكل الصحية مثل الإصابة بالفيروسات التنفسية وأمراض القلب والضغط وتناول بعض الأدوية مثل مدرات البول والكحول، يحد من قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة.
3. المبالغة في ارتداء الملابس، أو ارتداء الملابس الداكنة التي تمتص الحرارة أو التي لا تسمح للعرق أن يتبخر بسهولة.
للوقاية من الإجهاد الحراري ينبغي تجنب الملابس الضيقة والداكنة وحماية الجسم من حروق الشمس والحرص على شرب السوائل باستمرار، وعدم ترك الأطفال وكبار السن في السيارة وهي بحال توقف، فقد يفقدون حياتهم نتيجة الاحتباس الحراري داخل السيارة.
وبالطبع تجنب الأنشطة المنهكة خلال أشد ساعات اليوم حرًا. وعند الاضطرار إلى القيام بعمل شاق أثناء الطقس الحار، فينبغي الحرص على شرب السوائل والاستراحة بشكل متكرر في مكان بارد ومن ذلك ممارسة الرياضة.
وبحال التعامل مع حالة الإنهاك الحراري، فينبغي تحريك المصاب إلى مكان بارد ومحاولة خفض حرارته باستخدام الكمادات والماء، ولا يعطى الماء للشرب إلا لو كان واعيا، وبحال غيابه عن الوعي أو تأثر وعيه يتم الاتصال بالإسعاف للمساعدة.