العطاء، رحلة تهفو لها القلوب، وتخشع عندها الأرواح، وتتجه الأشواق نحو أقدس بقاع الأرض، وخلالها سنرى الأمن، الطمأنينة، والراحة تتعاون سويًا لنجاح هذه الرحلة بإذن الله.
الأمن، قائد رحلة العطاء، ويمتلك مكبر صوتٍ كبيرا، ونادى فيه مرحبًا بالمسافرين المشتاقين من جميع وسائل المواصلات التي سيأتون بها للبقعة المقدسة، ومخبرًا إياهم أنهم بأمان طوال الرحلة (فالله خيرٌ حافظًا)، وسيوفر لهم سبل الأمان، والسلامة حتى وصولهم للوجهة المنشودة بكل أمان.
الطمأنينة، موجودة لخدمة المسافرين القلقين؛ فتقدم لهم كتيباتٍ عن المناسك، وكتبًا تتضمن أدعية تبعث السكينة في القلوب الملهوفة، وتعرض لهم صورًا للمشاعر المقدسة، وأخبرتهم بأن أداء فريضة الحج يجعل القلوب مطمئنة، ومطيعة لله الواحد القهار.
الراحة، تأتي حين يحل دجى الليل، وتذكر المشتاقين بأن طواف الكعبة المشرفة هو الراحة بكل ما تحمل من معنى، وشعور بأن الوقوف بعرفة من أجمل اللحظات التي سيعيشها بإذن الله، وينام المسافرون مفكرين في المشاعر المقدسة بكل حب، وشوق، فغدًا يومٌ يحتاج قوةً لأن الوصول للبقعة المقدسة هو بغية الجميع.
وصلنا لمكة المكرمة، أطلق الأمن العبارة المنتظرة، ففرح المشتاقون، وعمت الطمأنينة قلوبهم، وارتاحت نفوسهم لوصولهم لمرادهم المنتظر، وهو فريضة الحج التي استطاعوا لها سبيلًا بإذن الله.