كشف مختصون عن أن أكثر من 80% من المدخنين يبدأون التدخين قبل سن 18 عامًا، وأن أحد أهم أسباب انتشار التدخين بين المراهقين هم الأصدقاء والزملاء.
وأوضحوا في حديثهم لـ"اليوم" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين يوم 31 مايو، أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن التبغ يتسبب في وفاة 6 ملايين شخص كل عام، بما يعادل نحو 10% من جميع الوفيات.
"التدخين" وباء يقتل ملايين البشر سنويًا
قال رئيس الجمعية العلمية السعودية لمكافحة التبغ د. هاجد بن مرزوق العتيبي: وصفت منظمة الصحة العالمية التدخين بالوباء الذي يقتل الملايين من البشر سنويًا، وهذه الأرقام قابله للزيادة، وهي في مسار تصاعدي في الدول النامية، بسبب غياب أو قلة الحملات التوعوية عن التدخين وأضراره، وكذلك بسبب غياب الإجراءات الرقابية الصارمة.
وتابع: بحسب المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن التدخين يسبب ضررًا لكل أعضاء الجسم تقريًبا، وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 16 مليون شخص في أمريكا يعانون أمراضًا بسبب التدخين.
وأضاف أن التدخين يسبب السرطان وأمراض القلب والرئتين، ويؤدي إلى تصلب الأوعية الدموية، كما أنه قد يسهم في الإصابة بداء السكري والجلطات الدموية، ويعد أيضًا السبب الرئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، ويرفع نسبة احتمال الإصابة بمرض السل وعدد من أمراض العيون، ويؤثر سلبًا على الجهاز المناعي، ما يؤدي إلى بعض أنواع الأمراض المناعية الذاتية.
وأشار إلى أن التدخين لا يقف ضرره على المدخن، بل يمتد إلى غير المدخن، إذ يسهم التدخين الثانوي أو السلبي في حدوث الوفاة لغير المدخنين من الكبار والأطفال حديثي الولادة، كما يسبب التدخين السلبي سرطان الرئة وأمراض شرايين القلب التاجية والجلطات الدموية لدى الكبار، ويعيق نمو الرئتين، ويسبب متلازمة الموت المفاجئ لدى الأطفال حديثي الولادة.
الأصدقاء والزملاء من أهم أسباب انتشار التدخين بين المراهقين
أضاف العتيبي: بعض الأطباء والمختصين يصفون التدخين بالمعدي، وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 80% من المدخين يبدأون قبل سن 18 عامًا، وأن أحد أهم أسباب انتشار التدخين بين المراهقين هم الأصدقاء والزملاء.
#حقوق_الإنسان : حذف مشاهد التدخين من الأفلام والمسلسلاتhttps://t.co/uoDnhN911G #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم pic.twitter.com/lPm7rQCo3W— صحيفة اليوم (@alyaum) May 31, 2021
واستطرد: كلما زاد عدد المدخنين حول المراهق زادت احتمالية أن يصبح مدخنًا، والتأثير على الفتيات أكبر من الأولاد، كما أن تدخين الوالدين او أحدهم يضاعف احتمالية أن يصبح الأبناء مدخنين، فتدخين الوالدين او أحدهما يُعد من أهم أسباب انتشار التدخين.
وفي هذا السياق يُعد تدخين المشاهير من بين أسباب انتشار التدخين، لأن تدخين المشاهير في القنوات الإعلامية (المسلسلات، الأفلام، أو وسائل التواصل الاجتماعي) أو في الأماكن العامة، قد يسهم في زيادة معدلات التدخين بين المراهقين، وأيضًا قبول المجتمع للتدخين والمدخن يسهم بشكل رئيسي في انتشار التدخين في المجتمع.
مكافحة التدخين من أهم أولويات الحكومات والمجتمعات
قالت أستاذة السياسات الصحية المساعد في قسم إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات في جامعة الملك عبد العزيز، د. مشاعل حوباني: يجب أن تكون مكافحة التدخين من أهم أولويات الحكومات والمجتمعات حول العالم، من أجل تحقيق هدف التنمية المستدامة الذي يسعى إلى تقليل عدد الوفيات المبكرة الناتجة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030 .
وتابعت: أنصح بمحاربة هذا الوباء عن طريق تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية المختصة بمكافحة التبغ، واعتماد التدابير اللازمة ببرنامج MPOWER على أعلى مستوى، وذلك يوجب وضع وتنفيذ السياسات الصحية لمكافحة التبغ ومنتجاته لتقليل الطلب عليه واستخدامه.
وأردف: التبغ يحتوي على القطران الذي يسبب سرطان الرئة وضيق المجاري التنفسية، ويقلل من كفاءة كريات الدم الحمراء في نقل الأكسجين بسبب احتوائه على أول أكسيد الكربون، ما يؤدي إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، وانتفاخ الرئة والتهاب القصبات الهوائية، والجلطة القلبية (الذبحة الصدرية)، وضمور عصب الإبصار، والسكتة الدماغية، وتساقط الأسنان، واحتشاء القلب والكثير من الأمراض.
وأشارت حوباني إلى أن استخدام التبغ يُعد من أكبر مسببات الوفاة التي يمكن الوقاية منها، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن التبغ يسبب كل عام نحو 6 ملايين حالة وفاة، أي ما يعادل نحو 10% من جميع الوفيات، مع 600 ألف وفاة تحدث في غير المدخنين، أي من المتضررين من آثار التدخين السلبي للأسف.
أكثر المخاطر الحالية على صحة الفرد والمجتمع
قالت استشارية طب الأسرة والأستاذة المشاركة في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، ملاك الشمري: التدخين ومشتقات التبغ من أكثر المخاطر الحالية على صحة الفرد والمجتمع، ولا يخفى على الجميع خطورته، ولم يبخل بجهد في نشر التوعية المجتمعية والتثقيف الصحي عن الأخطار المباشرة وغير المباشرة للتدخين.
وأضافت: "بل إنها تكتب بخط واضح على علبة النيكوتين حال شرائها، ومع ذلك وللأسف، فإننا نجد أن أرقام المدخنين في بلادنا في تزايد، وخصوصًا بين فئات الشباب والبنات، ولم يقتصر انتشاره على السجائر المعهودة، بل وعلى أساليب أخرى تُعد أكثر خطورة، ومنها السجائر الإلكترونية والفيب وغيرها الكثير، ومن خلال الدراسات المجتمعية والصحة العامة يعزى هذا الانتشار إلى أسباب كثيرة، منها الضغط الاجتماعي بين الرفقة، وانتشارها الواسع وغياب الرقابة الأهلية".
وتابعت: كلما بدأ الشخص في استخدام منتجات التبغ بسن أصغر، فإنها تؤثر على القلب والشرايين والقدرة الإنجابية والذاكرة والتنفس، ولهم علاقه مباشرة بأكثر من 30 نوعًا من الأورام السرطانية، أهمها سرطان الرئة والقولون، وأدعو إلى تجنب المنتجات التبغية بكل أنواعها، فهو من أكثر الطرق العلمية والطبية المعروفة والمدروسة والمدعمة بالأدلة لعيش حياة أطول وأكثر فعالية، وبمستوى عالٍ من الصحة والسلامة.
