تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد في تعاملات يوم الاثنين، بعد يوم واحد من إعلان فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية ثالثة في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التركية.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى ارتفاع أسعار الأسهم التركية وتباين أداء السندات الدولارية التركية، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون تعيينات الفريق الاقتصادي الجديد لأردوغان الذي تعهد بأن يتمتع هذا الفريق "بمصداقية دولية"، في إشارة إلى احتمال تخليه عن سياسته الاقتصادية فائقة المرونة التي تستند إلى أسعار فائدة شديدة الانخفاض مع تدخل كثيف للدولة في الأسواق.
وبحسب مسؤولين أتراك مطلعين، من المتوقع إعلان تشكيل حكومة أردوغان الجديدة يوم الجمعة المقبل.
العملة التركية تقترب من أقل مستوياتها على الإطلاق
تراجعت الليرة أمس بنسبة 0.6% إلى 20.10 ليرة لكل دولار بحلول الساعة السادسة مساء تقريبًا، وهو سعر قريب من أقل مستويات العملة التركية على الإطلاق.
وفي الوقت نفسه، يتوقع محللون اقتصاديون استمرار تراجع الليرة لتفقد نحو 29% من قيمتها، وتسجل 28 ليرة لكل دولار بنهاية العام الحالي إذا لم يتراجع أردوغان عن سياسته الاقتصادية.
ويتوقع المحللون في بنك ويلز فارجو الأمريكي تراجع الليرة إلى 23 ليرة لكل دولار بنهاية الربع الثاني من العام الحالي.
تركيا قد تواجه أزمة مؤلمة تؤثر على كل الأصول
قال حسنين مالك المحلل الاقتصادي في شركة تليمير في دبي: "فوز أردوغان لا يُعد أمرًا مريحا بالنسبة للمستثمرين الأجانب، فمع معدل التضخم المرتفع للغاية، وأسعار الفائدة المنخفضة للغاية، وعدم وجود أي احتياطي صافي للنقد الأجنبي، يمكن أن تواجه تركيا أزمة مؤلمة تؤثر على كل الأصول".
وأضاف: في الوقت نفسه، فإن السياسات الاقتصادية والمالية للرئيس أردوغان أدت إلى خروج استثمارات أجنبية كبيرة من سوق الأصول المالية التركية، إذ تراجعت استثمارات الأجانب في الأسهم والسندات التركية بنسبة 85% تقريبًا أي نحو 130 مليار دولار منذ عام 2013.