للجيل الثاني في حركة الفن التشكيلي بالمملكة دور كبير في النهوض بالفن والتعريف به، وتقديمه على نطاق أوسع من خلال حضور مكثف لكثير من أسمائه، ابتداءً بمعارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب وغيرها من المعارض التي شهدتها وتشهدها مناطق ومدن المملكة.
الفنان عبدالله الشلتي واحد من أولئك الذين انطلقوا بفنهم وقدّموه إلى العالم، ابتداءً بالمحاولات المبكرة عندما كان يتلقى علومه الفنية في معهد التربية الفنية بالرياض. أتذكر حديث الفنان الشلتي عن دور المعهد في توجيهه وتشجيعه ودعم أعماله ابتداء بمدير المعهد وليس انتهاء بمعلميه الكرام، ارتبطت أعمال الفنان الشلتي مبكرًا بمدينته، مظاهرها الاجتماعية وحركة أهلها اليومية في المزارع وسفوح الجبال، ومع وسائل عيشهم كانت التأثيرية ظاهرة في جُل الأعمال، وكان اللون في لمسة الفنان أو انفعاله يحمل كثيرًا من حالة التعبير عن الفكرة، التي يميل إلى اختزالها في عناصر محدودة، لكن فضاءات الفنان تفتح آفاقا للتحليل والتحليق في أجواء العمل بأصالته الفنية التي حملت في الغالب مكانا له تميّزه واختلافه.
مشاركات الفنان الخارجية ومع العروض التي كانت تقيمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لافتة لهذه البيئة التي رسمها أبناء منطقته وجيله (عبدالله حماس وسعود القحطاني ومفرح عسيري) وآخرون. بيئة الفنان ومكانه ظاهرة في مجمل الأعمال، إلى أن تركت آثار معالجاته على أعمال أخرى عندما رسم مواضيع (مساجد تُشَد إليها الرحال) وهي الفكرة التي أطلقها الأمير فيصل بن عبدالله وطاف بأعمالها عددًا من دول العالم، رسم الحرم المكي والمسجد النبوي والقدس الشريف، وكانت تأثيرات معالجات بيئته الأولى ظاهرة في كل الأعمال التي بدا فيها أكثر انطباعية وقدرة على الاختزال اللوني، والاكتفاء بما يُشبه زخّات المطر التي تتلوّن بدرجات يخفف منه الأبيض راسمًا ملامح الضباب والندى والجمال الذي تركته بيئة وطبيعة المنطقة الجنوبية.
[email protected]