كشف تقرير حديث، عن عمل العديد من شركات تصنيع معدات أشباه الموصلات العالمية على توسيع تواجدها في كوريا الجنوبية، ضمن خطة العملاقة «سامسونج»، لاستثمار نحو 230 مليار دولار (300 تريليون وون)، على مدار العشرين عامًا المقبلة، في مركز إنتاج محلي جديد قادر على جذب لاعبين آخرين وتعزيز توريد الرقائق.
وفي هذا السياق، زار مسؤولون تنفيذيون من كبرى شركات تصنيع معدات تصنيع أشباه الموصلات، مثل «أبلايد ماتيريالز» الأمريكية، و«إيه أس أم أل هولدنجز» الهولندية، وغيرهما بزيارة المكاتب الحكومية في مقاطعة جيونج جي القريبة من سيئول، لمناقشة خطط الاستثمار وتطوير البنية التحتية والحوافز الضريبية في المقاطعة.
بينما اتجهت شركات يابانية مثل «طوكيو إلكترونيكس» لتوسيع تواجدها، وأخرى مثل أولفاك، وهي مورد ياباني آخر لمعدات الرقائق، لفتح أول منشأة تطوير في كوريا الجنوبية العام المقبل.
مبادرة تطوير صناعة التكنولوجيا الفائقة
وأعلنت حكومة كوريا الجنوبية في مارس الماضي، عن مبادرة وطنية لتطوير صناعة التكنولوجيا الفائقة، والتي تتضمن خطط سامسونج لاستثمار 300 تريليون وون في مصانع أشباه الموصلات في يونجين، جنوب سيول، بحلول عام 2042.
وتناقش حكومة سيئول، آلية الضرائب وغيرها من الحوافز للمساعدة في التركيز الموردين حول مصانع أشباه الموصلات.
ووفقا لتقرير «نيكي آسيا»، فإن كل من سامسونج و«إس كيه هاينكس»، ثاني ورابع أكبر شركات أشباه الموصلات في العالم، تمتلكان مصانع رئيسية في جيونج جي، إذ تقع العديد من مصانع أشباه الموصلات الرئيسية في كوريا الجنوبية بالفعل داخل دائرة نصف قطرها حوالي 30 كيلومترًا، مع مصانع سامسونج المعلنة لزيادة تركيز الصناعة.
مراكز أبحاث وتطوير جديدة في يونجين
وتتطلع شركة «أبلايد ماتيريالز»، وهي أفضل شركة لتصنيع معدات أشباه الموصلات، إلى إنشاء مركز بحث وتطوير جديد، تكون فيه يونجين أفضل موقع للاختيار من بينها، وتخطط لوضع اللمسات الأخيرة على الموقع بحلول نهاية العام وبدء العمليات في غضون بضع سنوات.
فيما تعتزم «إيه أس أم أل هولدنجز»، بناء منشأة تجميع ومركز تدريب في يونجين أيضا، باستثمارات تصل إلى 240 مليار وون، على أن تبدأ العمليات في عام 2024.
وستقوم الشركة الهولندية، بتدريب المهندسين من عملاء سامسونج على المعرفة التشغيلية المعقدة، بالإضافة إلى القدرة على استبدال أجزاء من معداتها المتقدمة، والتي يمكن أن تكلف أكثر من 100 مليون دولار لكل وحدة.
وترى سامسونج، أن تقصير المسافة بين الشركات والعملاء من خلال بناء مرافق قريبة في تقليل الوقت المتوقع بسبب التجربة والخطأ قدر الإمكان، مما يحتمل أن يؤدي إلى تحسين كفاءة التطوير، داعية على وجه الخصوص، إلى بذل جهود مشتركة مع مصنعي المعدات والمواد، وإطلاق مشاريع تتجاوز حدود الشركة.
قاعدة تطوير جديدة في يوكوهاما اليابانية
وينطبق الشيء نفسه على إنشاء سامسونج لقاعدة تطوير جديدة في يوكوهاما اليابانية، بهدف تعميق التعاون مع أقسام البحث والتطوير لموردي المواد والمعدات، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وشاركت شركة TSMC، الشركة الرائدة في مجال أشباه الموصلات العالمية، في هذا النوع من تركيز سلسلة التوريد لبعض الوقت. توسع الموردون من جميع أنحاء العالم إلى هسينشو في شمال تايوان، حيث يقع المقر الرئيسي للشركة، حيث شاركوا في التطوير المشترك للرقائق المتقدمة.
ويتقلص عمل صناعة أشباه الموصلات الرائدة في الأساس على شركتين، TSMC و وسامسونج، و يرى التقرير أنه إذا لم ينخرط صانعو المعدات في تطوير مشترك مع أي من الاثنين، فإنهم يخاطرون بالتخلف عن الركب، لافتا إلى أنه على الرغم من أن هذا يمثل مخاطرة، إلا أن العدد القليل من اللاعبين جعل التعاون أسهل أيضًا.
وأصبحت أشباه الموصلات بؤرة التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وبدأت اللوائح الحكومية الأمريكية في تقييد صادرات المعدات إلى الصين.
