"إن اختفى النحل فلن يصمد البشر على ظهر الكوكب لأكثر من 4 سنوات" هي مقولة مشكوك في نسبتها إلى ألبرت أينشتاين، تشيع في أوساط النشطاء البيئيين، الذين يحذرون من الكوارث المقبل عليها البشر بفعل النشاط المدمر للكوكب، والمهدد لحياة الكائنات على ظهره ومن بينها النحل.
وبعيدًا عن عدم إمكانية التحقق من نسبة هذه المقولة للعالم الفيزيائي الشهير، فإن اختفاء النحل سيعرض البشرية لتهديدات غذائية واقتصادية كبيرة.
خطر الانقراض
يواجه النحل خطرًا متزايدًا كل عام يهدده بالانقراض، في ظل تناقص مصادر غذائه، مع التوسع البشري في العمران والزحف على المناطق الخضراء التي يحتاجها للعيش، إضافة لانتشار الأمراض المستهدفة له.
وحتى بالنسبة لمزارع النحل التي يصنعها البشر لتربيته وإكثاره مع الاستفادة من إنتاجه، فإنها لا تضمن بقاءه، فهي بالفعل بيئة مميتة للحشرة، إذ تقدر نسبة النحل الميت في المزارع الأمريكية بنحو 30% كل عام منذ 2007، وفي أوروبا تصل إلى 20% وكندا 29%، وفق ما تنقله شبكة "سي إن إن"
وبحسب الأمم المتحدة فإن النشاط البشري وما ينتج عنه، يهدد النحل بالانقراض وكذلك كل الحشرات والحيوانات المشاركة في عملية تلقيح النباتات، إذ تضاعف معدل تناقص أعدادها بنحو 100 إلى 1000 مرة عن المعدل الطبيعي، ويواجه نحو 35% من النحل خطر الانقراض حاليًا.
ماذا لو اختفى النحل
إذا اختفى النحل، وهو أمر وارد، سيجد البشر أنفسهم أمام تناقص في الغذاء العالمي ينتهي بهم إلى أزمة غذائية سيجوع بسببها أعداد كبيرة منهم.
ووفق ما تورده الأمم المتحدة فإن محاصيل مثل الفواكه والخضروات لن تكون موجودة بشكل كاف في غياب النحل، غير عناصر أخرى مثل المكسرات، والقهوة التي تعاني بالفعل من تراجع إنتاجها، وفق تقديرات تنقليها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
الأمر الذي سيؤدي إلى خلل في النظام الغذائي البشري في البداية، ومن ثم سيؤثر على الحيوانات التي تعتمد على الخضروات الزهرية في غذائها مثل الأبقار، ما سيقلل من إنتاج اللحوم بشكل كبير، إضافة إلى توقع تراجع انتاج القطن المستخدم في صناعة الملابس.
ناهيك عن قيمته الاقتصادية له إذ يضخ النحل نحو 577 مليار دولار في السنة من المحاصيل التي يسهم في تلقيحها، بحسب "فوربس"، هذا غير إنتاجه من العسل المأكول والمستخدم في العديد من المنتجات، بينها مواد التجميل.
#صحيفة_اليوم | #المملكة_اليوم
في «#عالمي_النحل».. الغطاء النباتي و«المستورد» أبرز تحديات #صناعة_العسل_بالمملكة https://t.co/3wrsnJLsvp #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم pic.twitter.com/XRImw33uYa
— صحيفة اليوم (@alyaum) May 20, 2021
اختلال النظام البيئي
يقرر الأستاذ في علم الأحياء بجامعة ماساتشوستس دارتموث الأمريكية، روبرت جيجير، في تصريحات إعلامية له، أن عمل النحل له دور هام في التنوع البيئي والتسلسل الغذائي في الطبيعة.
ومع فقدانه فإن هذا التوازن البيئي سيتعرض لاختلال سواء بالنسبة للنباتات أو الحيوانات، وقد ينهار النظام البيئي حال فقد عنصرًا مهمًا مثل النحل.
وتجنبًا للوصول إلى نقطة يعاني فيها البشر بسبب فقدان النحل، فإن الأمم المتحدة تخصص يومًا عالميًا كل سنة في الـ 20 من مايو للتوعية بشأن ضرورة الحفاظ على حياة الحشرة واتخاذ إجراءات لضمان استمرار بقائها.
