يتوقع مجلس الذهب العالمي أن يؤدي ارتفاع الطلب على الذهب، خاصة من البنوك المركزية بسبب دوره في المحافظ الاحتياطية الدولية، إلى إبقاء أسعار الذهب مرتفعة. وكانت أسعار الذهب تحوم حول ارتفاع قياسي عند 2000 دولاراً للأونصة لمدة شهر تقريباً. ويقول تقرير "اتجاهات الطلب على الذهب" الأخير الصادر عن مجلس الذهب العالمي أن الطلب على الذهب سيظل قوياً طوال العام. ويكشف التقرير أنه في حين أن الطلب على الذهب يستمر في الانتعاش بالربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالربع الأول.
وقال التقرير: "مع اقتراب السعر من أعلى المستويات القياسية للربع السنوي الواحد، فإن الصورة المختلطة للذهب في الربع الأول من 2023 تعكس مصادر الطلب المتنوعة والعالمية".
وسيؤدي ارتفاع الطلب على الذهب إلى ارتفاع الأسعار. وقال التقرير إن البنوك المركزية كانت واضحة في تعزيز الطلب على الذهب، مضيفة 228 طناً إلى الاحتياطيات العالمية، وهو رقم قياسي في الربع الأول. ويؤكد دور الذهب في محافظ الاحتياطيات الدولية أثناء تقلبات السوق والمخاطر المتزايدة.
وعلى الرغم من اعتراف مجلس الذهب العالمي بأنه من الصعب التنبؤ بمستقبل الذهب، إلا أنه يضيف أن استطلاعات البنك المركزي تشير إلى اتجاه إيجابي في الطلب على الذهب في المستقبل. وتتوقع أن يزيد متوسط سعر شراء الذهب في الربع الأول من عام 2023 بحلول منتصف عام 2023، لكن الطلب الإجمالي سيكون أقل مما كان عليه في 2022.
وعلقت لويز ستريت، كبيرة محللي الأسواق في مجلس الذهب العالمي، على أن دور الذهب كأصل استراتيجي طويل الأجل يمكن أن يحتل مركز الصدارة حيث أن له تاريخاً في تحقيق عوائد إيجابية في فترات الركود الخمس الأخيرة من بين سبع فترات ركود.
"وأضافت: "من المحتمل أن ينمو الطلب على الاستثمار هذا العام، خاصة مع تراجع الرياح المعاكسة من الدولار الأمريكي القوي وارتفاع أسعار الفائدة. كما استمر الطلب الإيجابي على صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب في الربع الثاني حتى الآن، وقد يؤدي التهديد الذي يلوح في الأفق بركود الأسواق المتقدمة إلى تسارع التدفقات الداخلة في وقت لاحق من العام. ومن المرجح أن تظل مشتريات البنك المركزي قوية وستكون حجر الزاوية للطلب طوال عام 2023 - حتى لو كانت عند مستويات أقل من المستويات المرتفعة القياسية التي شهدها العام الماضي".
كان الطلب على استثمارات الذهب جيداً في الربع الثاني وقد يزداد في وقت لاحق من هذا العام إذا كان هناك خطر حدوث ركود. ومن المتوقع أيضاً أن يرتفع المعروض من الذهب بسبب زيادة الإنتاج في أمريكا الشمالية والصين، فضلاً عن انتهاء الاضطرابات في جنوب إفريقيا وزيادة التحوط.
وكان هناك زيادة في الطلب على سبائك الذهب والعملات المعدنية ولكن انخفض الطلب على المجوهرات الذهبية بسبب ارتفاع الرسوم. وفي الصين، زاد الطلب على المجوهرات الذهبية مع رفع قيود الإغلاق.
ختاماً، لوحظ أن أسواق الذهب والأسهم لها علاقة عكسية. وهذا يعني أن أسعار الذهب ترتفع عندما تنخفض الأسواق لأن الناس ينقلون أموالهم من الأسهم إلى الذهب. علاوة على ذلك، يقوم مديرو صناديق تخصيص الأصول المتعددة مؤخراً بزيادة تخصيص محافظهم للذهب، ملاحظين هذا الاتجاه. لذلك، يجب على المستثمرين تقييم مخاطر ومكافآت الاستثمار في طرق الاستثمار في الذهب، مثل الصناديق المتداولة في البورصة الذهبية (ETFs)، وسندات الذهب السيادية(SGBs) ، وصناديق الاستثمار المشتركة بالذهب.
