لا تزال المخاوف الأخلاقية والأمنية تحيط ببرامج محادثة الذكاء الاصطناعي "الشات بوت" وأبرزها Chatgpt، ما دفع العديد من الدولة في اتخاذ خطوات قانونية لتنظيم عملت تلك التقنية.
تتخذ حكومة الولايات المتحدة أولى خطواتها المبدئية نحو وضع قواعد لأدوات الذكاء الاصطناعي، مع وصول الجدل حول الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة إلى ذروته.
أعلنت وزارة التجارة الأمريكية، أنها تسعى للحصول على مساعدة حول كيفية تقديم المشورة لصانعي السياسة الأمريكية للتعامل مع التكنولوجيا.
أهمية التحرك السريع
قال آلان ديفيدسون، رئيس الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات (NTIA) في مؤتمر صحفي في جامعة بيتسبرغ: "يمكن أن تساعد آليات المساءلة للذكاء الاصطناعي في ضمان أن يكون جديرًا بالثقة".
وأضاف أن NTIA تسعى للحصول على تعليقات من الجمهور، بما في ذلك الباحثين ومجموعات الصناعة ومنظمات الخصوصية والحقوق الرقمية بشأن تطوير عمليات تدقيق وتقييم أدوات الذكاء الاصطناعي التي أنشأتها الصناعة الخاصة.
وأوضح "ديفيدسون" أن NTIA تتطلع إلى إنشاء حواجز حماية من شأنها أن تسمح للحكومة بتحديد ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي تعمل بالطريقة التي تدعي بها الشركات، سواء كانت آمنة وفعالة، أو ما إذا كانت لها نتائج تمييزية أو "تعكس مستويات غير مقبولة من التحيز"، سواء ينشرون معلومات مضللة أو يديمونها، وما إذا كانوا يحترمون خصوصية الأفراد.
وطالب بضرورة التحرك بسرعة لأن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتطور سريعًا.
رغم المخاوف.. "ChatGPT" ثورة تقنية في عالم الانترنت#اليوم pic.twitter.com/2RyrT0opIe— صحيفة اليوم (@alyaum) April 6, 2023
دعوة أممية
بدأت المخاوف من "شات جي بي تي" الشهر الماضي، عندما دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الحكومات إلى تنفيذ مبادئ توجيهية أخلاقية أقوى للذكاء الاصطناعي.
وقالت أودري أزولاي المديرة العامة للمنظمة الأممية في باريس، إن العالم يحتاج إلى وضع قواعد أخلاقية أقوى للذكاء الاصطناعي هذا هو التحدي الذي يواجه عصرنا.
ودفعت "يونسكو" بأن التنظيم الذاتي لهذه المنظومة ليس كافيًا لتجنب الأضرار الأخلاقية، التي يشكلها التطوير الإضافي لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
ودعت أزولاي إلى تنفيذ توصية بشأن الذكاء الاصطناعي اعتمدتها اليونسكو في عام .2021.
وقالت أزولاي إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة استجابت بدعوتها لنداء أكثر من ألف خبير طالبوا بوقف أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة. وقالت اليونسكو إنها تشعر بالقلق إزاء العديد من القضايا الأخلاقية التي تثيرها هذه الابتكارات، وخاصة التمييز والقوالب النمطية، وكذلك المعلومات المضللة، وحماية البيانات الشخصية، وحقوق الإنسان والبيئة.
الحظر الإيطالي
وأصبحت إيطاليا أول دولة غربية تمنع برنامج الدردشة الآلي "تشات جي بي تي" ChatGPT للذكاء الاصطناعي بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات.
وأشارت هيئة الرقابة الإيطالية إلى مخاوف بشأن جمع "تشات جي بي تي" الهائل للبيانات الشخصية ومعالجتها، كما تقول شركة "أوبن إيه آي" إنها عطلت "تشات جي بي تي" للمستخدمين في إيطاليا.
Bard AI وChatGPT صراع يحسمه 4 اختلافات#اليوم pic.twitter.com/qERxGdz2OG— صحيفة اليوم (@alyaum) February 9, 2023
100 قانون ودليل استرشادي
قدمت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في وقت سابق "دليلًا استرشاديًا" حول تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي في شكل "قانون حقوقي"، يتضمن خمسة مبادئ يجب على الشركات مراعاتها في منتجاتها، بحسب ما ذكرته صحيفة "الجارديان".
وتشمل هذه المبادئ خصوصية البيانات، والحماية من التمييز الخوارزمي والشفافية، ومتى وكيف يتم استخدام النظام الآلي.
كما نشر المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا إطار عمل لإدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي، وهو حواجز حماية طوعية يمكن للشركات استخدامها في محاولة للحد من مخاطر إلحاق الضرر بالجمهور.
"ديفيدسون" قال في حديثه عبر المؤتمر الصحفي، إن العديد من الوكالات الفيدرالية تبحث في الطرق التي يمكن بها تطبيق القواعد الحالية في الكتب على الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن المشرعين الأمريكيين قدموا أكثر من 100 مشروع قانون متعلق بالذكاء الاصطناعي في عام 2021.
