لا أدري هل (طوووط) هو اسم فعل كأسماء الأفعال التي تأتي بمعنى الفعل، وتدل عليه! أم هو مجرد صوت ابتدعه المخرج، يعني به إخفاءً لقبيح الأقوال وتكميمه من أن يلوث آذان السامعين، ويصيبهم بالغثاء، وهذا الصوت أصبح يتردد كثيرًا في بعض المقاطع المتداولة، والتي أصبح (الطووط) فيها واجبًا حتميًّا، فلم يراعِ فيها المتكلم حدود الأدب ولا أبجديات الذوق (فهبد هبدًا) بكلام لا يصلح لأن يلقى على الخواص فضلًا عن العامة، ومخترع هذا الصوت مُثاب على صنيعه، واختراعه مقدّر، وإن لم يعلم حجم هذا العمل الجبار!! ولو كانت بأيدينا براءات الاختراع والأوسمة فهو يستحقها!
الحقيقة أننا اليوم نحتاج الـ (طوووووط) أكثر من أي وقت مضى! قبل أن تمرّر علينا تلك الألفاظ الخادشة والكلمات الجريئة والتحديات السافرة بين الجنسين أو حتى بين الجنس الواحد، عدا القذف والشتم العلني و(الهوشات) التي (ما لأمها داعٍ)!
وكم أتمنى على أهل اللغة أن يعتمدوا هذه الكلمة، ويشتقوا فعلها، فربما يكون «طوط» من (طوّط)! أي هذّب القول وزيّنه بإخفاء صوت المتكلم!!
أما بعض ما نسمعه هذه الأيام، فإننا نردد معه المقولة الشهيرة (في رمضان.. رمضان.. في رمضان..) مع كمية مصاحبة من التعجب والتضجر فما لا يصلح في غير رمضان من باب أولى ألا يصلح في رمضان.
* وقد ذكَّرتني بهذه المقولة إحدى الممثلات، عندما طلب منها مذيع على الهواء أن ترقص أمامه.. وإذا كانت قد رقصت في مسلسلها وجسَّدت شخصية معينة.. فإنها استنكرت الطلب! وقالت له: (في رمضان) وكأنها تدرك حرمة هذا الشهر ومكانته، ولو رقصت لاحتاجت «طووووط» كبيرة تحمي أعيننا عن صنيعها، لكنها كانت أذكى وأكثر احترامًا للشهر!
ختامًا:
تمضي أيام هذا الشهر المبارك سريعة، وتصمد ثلاجة جيراننا المحسنين، ومنظر الوجبات والعمالة وسائقي الحي يتسابقون عليها، يبعث في القلب الطمأنينة والانشراح في بلد الخير والمعروف والإحسان.
@ghannia