قال الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو"، م. أمين الناصر: إن أرامكو تعمل وفق 3 إستراتيجيات رئيسية لدعم أولويات الطاقة والتنمية بالشراكة مع الصين، مشيرا إلى أن زيادة الطاقة الإنتاجية من النفط يعزز أمن الطاقة في الصين عبر توريد مليون برميل يوميا إلى 13 مليون برميل بحلول عام 2027.
جاء ذلك خلال حضوره منتدى التنمية الصيني لعام 2023، في الصين وذلك وفق ما نشرته شركة "أرامكو" على موقعها.
وأكد أن ذلك الأمر يعمل على تعزيز أمن الطاقة الصيني على المدى الطويل، مشيرا إلى أن ذلك يزيد إنتاج أرامكو من الغاز بأكثر من 50% بحلول 2030، وهو ما ينبغي أن يطلق مليون برميل إضافي من النفط يوميًا للتصدير.
وأوضح أن أرامكو عقدت العزم على تقليل كثافة الكربون لإنتاج النفط، وكذلك كثافة الميثان، منوها بحرص الشركة على أهداف المناخ، من خلال عملها على حلول لتقليل الكربون، مثل آلية التقاط الكربون وتخزينه، بما يعلي من مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون.
مستقبل خال من الانبعاثات
أشار إلى أن "أرامكو" أطلقت مؤخرًا صندوق استدامة استثماري بقيمة 1.5 مليار دولار، وذلك لأهداف الاستثمار في التقنيات المتقدمة التي ستساعد على الوصول إلى مستقبل خالٍ من الانبعاثات.
وقال الناصر، إن الاستثمار الصيني يوفر فرصًا مهمة لتحفيز تطوير التكنولوجيا والابتكار، وهذا يسير في الوقت نفسه مع الواقع، الذي يقول بأنه من المحتمل أن تظل السيارات ذات المحركات التقليدية هي المهيمنة على الطرق كما هي الآن لفترة، لافتا إلى أن أرامكو تعمل على تطوير محركات وأنظمة هجينة أكثر كفاءة ذات انبعاثات أقل.
واعتبر، إن هذا هو السبب في أنه جرى توقيع خطاب نوايا، بهدف أن تكون أرامكو جزءًا من كيان جديد يتم إنشاؤه بواسطة شركتي جيلي ورينو، ذاكرًا إن كل هذه المبادرات يمكن أن تساعد الصين على تحقيق أهداف المناخ وخفض الانبعاثات.
ولفت الناصر إلى أن إستراتيجية أرامكو تعمل بقوة على وجود طاقة كربونية أقل، وخاصة الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء والوقود الكهربائي ومصادر الطاقة المتجددة، فيما نقيم الدخول إلى الغاز الطبيعي المسال.
الصلب والألمونيوم
وأشار إلى إن تقليل الانبعاثات من قطاعات صعبة مثل صناعات الصلب والألمنيوم والأسمنت والخرسانة، أمرًا ضروريًا للتنمية في الصين.
ولفت إلى إن أرامكو تتشارك مع شركة "باو ستيل" لإنتاج ألواح فولاذية في المملكة العربية السعودية ذات بصمة كربونية أقل.
شراكة سعودية صينية
وشدد الناصر على أن ما يجري يعد مثالا رائعا على الفرص المتعددة والجذابة للشركات الصينية في المملكة في مجموعة متنوعة من مجالات الطاقة وغير الطاقة، فيما نعمل على نطاق أوسع، على تطوير مواد متطورة وأكثر استدامة مثل تلك التي تعتمد على البوليمرات والكربون.
ولفت إلى إن أرامكو، قد أطلقت أيضًا مركزًا جديدًا للتميز في التقنيات غير المعدنية يسمى نيكسل.
مصدر شامل للطاقة
وكشف الناصر عن رؤية أرامكو، بأنه يتأكد وجودها كمصدر شامل للطاقة والمواد الكيميائية، مشيرًا بذلك، إلى وجود فرص مربحة للجانبين لبناء قطاع متكامل رائد عالميًا في مجال التكرير والبتروكيماويات في الصين، مع التركيز بشكل خاص على التحويل العالي للسوائل مباشرة إلى مواد كيميائية كجزء من خطط توسع أرامكو.
وأضاف الناصر: "نجتمع من جديد في ظل فيروس كوفيد، والحرب في أوروبا، والرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة، بما في ذلك أزمة الطاقة".
واعتبر الناصر، أن التعقيد الحاصل في مجال الطاقة، والرغبة في التحول عالميًا بهذا المجال، يستدعي بذلك الرؤى الواقعية".
ولفت الناصر إلى إنه يتفق مع رأي الرئيس الصيني، على أن مصادر الطاقة التقليدية وبدائلها، يجب أن تعمل بالتوازي خلال العقود المقبلة نتفق على أن الصين لا تستطيع تحقيق الأهداف المنشودة من التخفيف آثار تغير المناخ على حساب أمن الطاقة".
وتابع رئيس شركة "أرامكو" بقوله، إن الرئيس الصيني ، أصاب عبر مبدأه المتمثل في "بناء الجديد قبل التخلص من القديم"، وإن هذا يتفق ومفهوم الشركة.
واعتبر إن توقيع اليوم لاتفاقيات نهائية مع نورث هواجين كيميال و بانجين شينتشنج، شرارة البدء لبناء مصفاة متكاملة على أحدث طراز ومجمع للبتروكيماويات في مقاطعة لياونينج.
وختم الناصر، بالتأكيد على أن رؤية أرامكو لمستقبل الطاقة، وفق الواقع الحالي، تتماشى مع وجهة نظر الصين، وإن هذا يعدالسبب في أن تأمين مصادر الطاقة على المدى الممتد في ظل التنمية، هو من بين أهم أولويات الشركة العملاقة.
