جدّد الملياردير الأمريكي، بيل جيتس، الدعوة إلى الاستعداد لمواجهة أوبئة جديدة ربما تكون في الطريق.
في مقال للملياردير الأمريكي في صحيفة "نيويورك تايمز، دعا إلى إنشاء ما أسماه "قسم إطفاء للأوبئة"، معربًا عن شعوره بالقلق من أن البشرية غير مستعدة لمواجهة الأوبئة القادمة.
كتب جيتس في مقاله بعد ثلاث سنوات من وصف منظمة الصحة العالمية لأول مرة COVID-19 بأنه جائحة.
دعوة "جيتس" هذه المرة تحمل أوصافًا أكثر قسوة من رسائله السابقة، إذ قال: "لا يمكننا أن نتباطئ في الاستعداد مرة أخرى، فهذا يمثل تتويجًا لفشل جماعي في الاستعداد للأوبئة، رغم العديد من التحذيرات.
لطالما كان المؤسس المشارك في شركة مايكروسوفت يتحدث بصراحة عن تفشي الأمراض لسنوات عديدة، حيث ألقى محاضرة مؤتمر TED عام 2015، حث فيها على أن الوباء هو "الخطر الأكبر لكارثة عالمية".
وقالت مؤسسة بيل وميليندا جيتس إنها تبرعت بأكثر من 2 مليار دولار للاستجابة العالمية لوباء كوفيد، منذ يناير 2020.
احتمالية الأوبئة القادمة
وجدت دراسة أجريت عام 2021 من الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم Sciences ، بعد تحليل تفشي الأمراض المعدية على مدار 400 عام الماضية، أن هناك احتمالًا بنسبة 38٪ لوباء مشابه لجائحة كورونا، يحدث في حياة الشخص.
وقال جيتس في مقاله في "التايمز": "أخشى أننا نرتكب نفس الأخطاء مرة أخرى، لم يفعل العالم الكثير من أجل لاستعداد للوباء القادم".
#بيل_جيتس: #الحياة لن تعود لطبيعتها قبل توفير #لقاح https://t.co/gp0AW6XHWN#صحيفة_اليوم pic.twitter.com/AEa1DSu38s— صحيفة اليوم (@alyaum) April 6, 2020
طوارئ الصحية العالمية
رغم الشحنة السلبية من توقعات "جيتس"، لكنه أكد أنه "متفائل" بشأن إنشاء هيئة الطوارئ الصحية العالمية، وهي شبكة من قادة الصحة حول العالم مصممة لتعزيز التعاون بين مختلف البلدان.
وقال "جيتس" في مقاله: "تمامًا كما يجري رجال الإطفاء تدريبات على الاستجابة للحريق، يخطط فريق الطوارئ لإجراء تدريبات للتدرب على تفشي المرض".
تم الإعلان عن هيئة الطوارئ لأول مرة في أكتوبر الماضي، وهو جزء من استراتيجية منظمة الصحة العالمية المصممة ليتم تحقيقها بحلول عام 2030.
وفي تقرير صدر يناير الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية: "يجب أن تكون جميع البلدان قادرة على الاتصال بشبكة مهنية وطنية من الخبراء الوطنيين الموثوق بهم والمدربين من أجل منع التهديدات الصحية الجديدة والاستعداد لها من الناحية التشغيلية لاكتشاف التهديدات الصحية الجديدة والاستجابة لها بسرعة".
وعلق "جيتس" على مساعي منظمة الصحة العالمية، قائلا: "سوف يمثل فريق الطوارئ الصحية العالمية تقدمًا هائلًا نحو مستقبل خالٍ من الأوبئة، لكنه تساءل ما إذا كان لدى البشرة البصيرة للاستثمار في هذا المستقبل الآن قبل فوات الأوان."
قال "جيتس": ستكون إحدى أهم وظائف الفريق اتخاذ إجراءات سريعة لوقف انتشار عامل العدوى، إذ تتطلب سرعة الإجراء من الدول امتلاك قدرات اختبار واسعة النطاق تحدد التهديدات المحتملة في وقت مبكر.
وأضاف أن المراقبة البيئية مثل اختبار مياه الصرف الصحي تعد أمرًا أساسيا، حيث تظهر العديد من مسببات الأمراض في النفايات البشرية، إذا ظهرت عينة من مياه الصرف الصحي إيجابية، فسينتشر فريق الاستجابة السريعة إلى المنطقة المتضررة للعثور على الأشخاص الذين قد يكونون مصابين، وتنفيذ خطة استجابة، والبدء في التثقيف المجتمعي الضروري حول ما يجب البحث عنه وكيفية البقاء محميًا.
الكشف عن أبرز السلالات المنتشرة عالميًا.. تحديث مهم من "الصحة العالمية" حول متغيرات #كورونا#اليوم pic.twitter.com/gy0zYsObTN— صحيفة اليوم (@alyaum) March 16, 2023
نجاح فريق الطوارئ
"لتحقيق النجاح، يجب على فيلق الطوارئ أن يبني على شبكات الخبراء الموجودة وأن يقودها أشخاص مثل رؤساء وكالات الصحة العامة الوطنية وقيادتهم للاستجابة للأوبئة"، بحسب مقال "جيتس".
وأكد أن من الصعب، على أي بلد أن يوقف المرض من الانتشار وحده؛ إذ تتطلب المواجهة العديد من الإجراءات والتنسيق من أعلى مستويات الحكومة.
يحتاج العالم إلى الاستعداد لحريق متعدد الإنذارات، وهو نوع الاستجابة للحريق الذي يتطلب وحدات وإدارات مختلفة.