لا تزال تداعيات انهيار بنك سيليكون فالي مستمرة، منذ سقوطه الجمعة الماضي، بعد تعرضه لخسائر مليارية، وانسحاب المودعين بأموالهم؛ خوفًا عليها من الضياع بعد إفلاس البنك.
وفيما تسعى الولايات المتحدة لتدارك الأزمة، قبيل تفشيها إلى بنوك أخرى، لتبدأ أزمة اقتصاد عالمية، مع محاسبة المسؤولين عن الوصول إلى هذا الوضع، فإن أصابع الاتهام بدأت تتوجه إلى أشخاص تضع على عاتقهم مسؤولية الانهيار.
لماذا انهار البنك؟
كان انهيار بنك سيليكون فالي، نتيجة تعرضه لموجات من الخسائر المتعاقبة، كانت بدايتها بعد دخول بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سلسلة رفع سعر الفائدة منذ العام الماضي.
الأمر الذي أثر على الشركات المتعاملة مع البنك، ليبدؤوا سحب أموالهم بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة جراء قرار الاحتياطي الفيدرالي، وتزامن مع هذا خسارة البنك جزءًا كبيرًا من رأس ماله_نحو 80 مليار دولار_ التي كانت في شكل سندات طويلة الأجل، انخفضت قيمتها بشكل كبير بعد رفع الفائدة، بحسب ما تنقله وكالة رويترز.
On Friday, the FDIC – the government regulator in charge – took control of Silicon Valley Bank's assets.
Over the weekend, it did the same with Signature Bank.
Here's what comes next: — President Biden (@POTUS) March 13, 2023
وكانت النقطة الفاصلة الخميس الماضي، حين أعلن البنك عزمه بيع 2.25 مليار دولار من أسهمه، لمحاولة تعويض خسارته، عندما باع سندات طويلة الأجل بقيمة أقل مما اشتراها، الأمر الذي أثار ذعر العلماء فقرروا سحب ودائعهم.
ومع نهاية الخميس كان رأس مال البنك قد انهار بالفعل، مع فشل التوصل لصفقة بيع الأسهم بالتزامن مع سحب المودعين أموالهم.
مدير البنك..اتهامات بالمسؤولية
يتهم قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة مدير البنك بتسببه في انهياره، معللين بأن قرارات المدير الخاطئة أدخلته في دوامة من الفشل حتى وصل حد الانهيار.
وتنقل شبكة "سي إن إن" عن أحد موظفي البنك قوله، إن المدير غريغوري دبليو بيكر، أخطأ حين أعلن على الملأ معاناة البنك من تعثرات مالية، ما أفقد العملاء الثقة به، فسحبوا أموالهم لينهار أخيرًا بسبب الإدارة الخاطئة.
وتنقل "سكاي نيوز" أن عملاء البنك سحبوا الخميس الماضي ودائع بقيمة 42 مليار دولار، وهو ما يشكل ربع ودائع البنك كاملة، وهو ما لم تتحمله ميزانية البنك.
فيما تنقل شبكة "سي إن بي سي" عن عدد من المحللين الماليين، أن السبب في انهيار البنك هو سوء الإدارة بشكل عام من جميع كبار الموظفين، إذ يتهمونهم بالغباء الإداري، الذي جعلهم يعتمدون على ودائع الشركات في تسيير أعمال البنك، بدلًا عن الاستثمار في الأصول والأوراق المالية، وهو ما انتهى بالانهيار فور سحب تلك الودائع.
بايدن يتعهد بمحاسبة المسؤولين
فور انهيار البنك وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بضمان إيصال ودائع البنك إلى أصحابها دون إلحاق ضرر بأحد، كما تعهد الأحد الماضي بالتوصل إلى المسؤولين عن سقوط البنك ومحاسبتهم.
الرئيس الأمريكي #جو_بايدن: سنحاسب المسؤولين عن انهيار بنك سيليكون فالي#اليوم pic.twitter.com/Rt0RykZohF— صحيفة اليوم (@alyaum) March 13, 2023
وتنقل شبكة سي إن إن عن بايدن قوله: "إنني ملتزم بشدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى، ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك الكبرى، حتى لا نتعرض لذات الموقف مرة أخرى".
كما قال الرئيس الأمريكي أنه سيطلب من الكونجرس والمنظمين المصرفيين "تعزيز القواعد للبنوك لتقليل احتمالية حدوث هذا النوع من فشل البنوك مرة أخرى، وحماية الوظائف الأمريكية والشركات الصغيرة."
