من الكونغو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، استطاعت أخيرًا سيدة خمسينية النجاة من حياتها المتردية لتحظى بأمل في بدء عيشة آدمية، بعد أن أنهكها التعب في بلادها حتى نحل جسدها وضعفت قوتها من سوء ما تلقاه من تغذية أو رعاية صحية.
وفي أثناء إقامتها القصيرة في أمريكا -14 شهرًا- رفضت السيدة متابعة طبيب لعلاج حالتها المتدهورة، لاعتقادها أن ما تمر به ما هو إلا أثر تعويذة ألقاها عليها شخص ما من بلدها، سرعان ما سيُبطل بُعد المكان مفعولها.
وبعد سنة من المرض الشديد وتدهور صحتها، اقتنعت السيدة أخيرًا بالميل عن معتقدها الأول والذهاب إلى مستشفى لعلاج حالتها، وهنا كان التشخيص المفاجئ، إذ علمت من الأطباء أنها حامل في جنين داخل بطنها منذ 9 سنوات، فيما يعرف بالجنين الكلسي، أو المتحجر، وهو السبب في ما أصابها من إعياء.
حمل لـ9 سنوات ينتهي بالموت
خارج رحم السيدة الإفريقية ظل الجنين موجودًا مفي بطنها لمدة وصلت إلى 9 سنوات منذ بدء تشكله حتى هذا العام، دون علم والدته حتى قررت زيارة الأطباء في نيويورك لعلاجها من سوء التغذية والتقلصات المعوية التي تعاني منهما.
وطوال مدة الحمل ظل الجنين ثابتًا في مكانه، ضاغطًا على الأمعاء الدقيقة لوالدته، ما تسبب في انسدادها بشكل شبه كامل، وأعاقها عن امتصاص العناصر الغذائية من الطعام الذي تأكله، وهو ما بدوره أصاب الأم بسوء تغذية فترة طويلة امتدت عبر سنوات حملها التسع.
وتنقل صحيفة "ديلي ميل" تشخيص الأم، إذ توفّيت بسبب تدهور أنسجة جسدها لِما مرت به من نقص غذاء حاد، الأمر الذي انتهى بها إلى الوفاة بسكتة قلبية قبل أن يتاح لها استخراج الجنين وإنقاذ حياتها.
نجاة بعد حمل استمرّ 40 عامًا
إن لم يكتب للسيدة من الكونغو النجاة بحياتها بعدما تسبب حملها الطويل في منع الغذاء عن جسدها، فإن أخريات كتبت لهن الحياة حتى مع فترة حمل أطول من 9 سنوات.
ففي عام 2013 اكتشفت سيدة من كولومبيا حملها جنينًا ظل موجودًا داخل بطنها لمدة 40 عامًا كاملة، دون أن تشعر به!
كانت السيدة الكولومبية تبلغ من العمر 82 عامًا وتعاني آلامًا في معدتها وأمعائها، ما جعلها تزور الطبيب ليفاجئها بعد الكشف عليها بوجود طفل متحجر في بطنها عمره 40 عامًا، وأجريت جراحة ناجحة لإزالته.
ما الحمل خارج الرحم؟
يصف الطبيب المشخص لحالة سيدة الكونغو الراحلة أنها كانت تعاني الحمل خارج الرحم ، وهو مصطلح يشير إلى جميع حالات الحمل التي يبدأ فيها الجنين التكون في الجزء الخطأ من الجسم خارج الرحم، وفي تلك الحالة لا يستطيع الجسد التخلص منه، إذ لا طريق لخروجه إلا عبر جراحة.
وفي أغلب هذه النوعيات من الحمل، يتوقف الجنين عن النمو في الأسابيع الأولى من بدء تكونه، ويفارق الحياة في حين يكون جسده لا يزال صغير الحجم، فلا تلاحظ الأم وجوده، وهو ما قد ينتهي ببقائه مستقرًا في مكانه وقتًا طويلًا، وبعواقب وخيمة قد تصل إلى الموت.
ويوصف الطفل في تلك الحالة بالجنين المتكلّس، أو الحجري، نسبة إلى تحوله لحجر، عندما تقرر مناعة الأم ترسيب أملاح الكالسيوم حول جسده الصغير حتى تمنعه من التحلل أو نقل أي عدوى لجسد أمه.
