تساءلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن احتمالات أن تتحول جورجيا إلى أوكرانيا أخرى.
وبحسب تحليل لـ "صوفي تانو"، اندلعت الاحتجاجات في تبليسي هذا الأسبوع بعد أن أقرَّ البرلمان في البلاد القراءة الأولى لمشروع قانون يلزم بعض المنظمات التي تتلقى تمويلًا أجنبيًا بالتسجيل كـ "عملاء أجانب".
قانون مثير للجدل
تابعت الكاتبة: أعلن الحزب الحاكم في جورجيا أمس أنه سيلغي مشروع القانون المثير للجدل بعد ليلتين من الاحتجاجات الواسعة في تبليسي بسبب مخاوف من أنه قد يدق إسفينًا بين الدولة القوقازية وأوروبا.
وأضافت: مع ذلك، قوبل الإعلان بحذر بين المحتجين الذين قالوا إنهم سيستمرون في التظاهر حتى تندد الحكومة رسميًا بمشروع القانون وتطلق سراح جميع المعتقلين.
وأردفت: تمت مقارنة التشريع المقترح بمجموعة صارمة من القوانين التي تم تبنيها في روسيا وأدانتها جماعات حقوق الإنسان باعتبارها محاولة للحد من الحريات الأساسية وقمع المعارضة في البلاد.
اضطرابات حاشدة
استطردت الكاتبة: أثارت التطورات اضطرابات حاشدة، حيث تجمع آلاف المتظاهرين خارج مبنى البرلمان في تبليسي ليلة الثلاثاء، ملوحين ليس فقط بالعلم الجورجي ولكن أيضًا بعلم الاتحاد الأوروبي.
وأضافت: لطالما لعبت الدولة، التي حصلت على استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991، عملية توازن بين مشاعر مواطنيها المؤيدة لأوروبا والأهداف الجيوسياسية لجارتها القوية، روسيا.
وأردفت: في مارس 2022، تقدمت جورجيا بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو طموح قد يتعرض للخطر بسبب التشريع المقترح.
تعهدات رئاسية
ونقلت الكاتبة عن جيورجي جوجيا، المدير المساعد لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في "هيومن رايتس ووتش"، قوله: تمثل مشاريع القوانين تهديدًا واضحًا لحقوق الإنسان في جورجيا، وهي تهدد بتهميش وتشويه سمعة الأصوات الناقدة في البلاد.
وأضافت الكاتبة: تعهدت رئيسة جورجيا، سالومي زورابيشفيلي، باستخدام حق النقض، وألقت دعمها وراء المتظاهرين في رسالة فيديو نُشرت على "فيسبوك".
وأردفت: مع ذلك، فإن حزب الحلم الجورجي الحاكم في البلاد سيحصل على الأغلبية البرلمانية للتغلب على الفيتو الرئاسي.
نفوذ روسي
وأشارت الكاتبة إلى أن مثيل القانون موجود في بيلاروسيا، المتحالفة مع روسيا، وله تأثير مماثل.
ومضت تقول: الكثير من المسؤولية عن هذا الانحراف عن الاتحاد الأوروبي يقع على عاتق الأوليغاركية ورئيس الوزراء السابق بيدزينا إيفانيشفيلي، الذي يهمين حزبه "الحلم الجورجي" على الائتلاف الحاكم.
وتابعت: يعتقد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن الحزب يقود جورجيا نحو مجال نفوذ روسيا.
ونقلت عن تقرير للمجلس، قوله، في السنوات القليلة الماضية، وخاصة على مدار الـ 18 شهرًا الماضية، قام الائتلاف الحاكم في جورجيا بسلسلة من التحركات التي يبدو أنها تهدف إلى إبعاد البلاد عن الغرب وتحويلها تدريجيًا إلى مجال نفوذ روسيا.
أوجه تشابه
وأردفت الكاتبة: بحسب محللين، توجد أوجه تشابه بين الوضع في جورجيا وأوكرانيا، وكلاهما من الجمهوريات السوفيتية السابقة التي وجدت نفسها محاصرة بين الشرق والغرب.
وأضافت: قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف في عام 2011 إنه لو لم تغزو روسيا جورجيا في عام 2008، لكان الناتو قد توسع ليشمل جورجيا.
وبحسب الكاتبة، تركز نزاع عام 2008 في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهما مقاطعتان منفصلتان في جورجيا.
وختمت الكاتبة تحليلها نقلا عن تقرير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله: تبدو حروب روسيا في جورجيا وأوكرانيا جزءًا من مشروع إمبراطوري واحد.
