DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التشكيلي عبد الله حماس.. مسيرة فنية تمتد لأكثر من 50 عاما

التشكيلي عبد الله حماس.. مسيرة فنية تمتد لأكثر من 50 عاما
التشكيلي عبد الله حماس.. مسيرة فنية تمتد لأكثر من 50 عاما
الجيل السابق مر بمعاناة شديدة من ناحية الاقتناء وتوافر المواد - اليوم
التشكيلي عبد الله حماس.. مسيرة فنية تمتد لأكثر من 50 عاما
الجيل السابق مر بمعاناة شديدة من ناحية الاقتناء وتوافر المواد - اليوم

بعد رحيله عن الرياض منذ ٤٣ عامًا، يعود إليها الفنان التشكيلي عبد الله حماس محمّلًا بمشاعر وتأثيرات ثقافية وبيئية، انعكست جليًّا على أعماله التي عرضها أخيرًا في معرضه الـ٣٩ بعنوان "العودة إلى الرياض".

المعرض اشتمل على ٩٩ لوحة متنوعة، بعضها حديث من إنتاج ٢٠٢٣م، ومعظمها يحكي عن تضاريس بيئية وعمرانية وصور بصرية تعكس بعض العادات والتقاليد في البيئة التي تأثر بها وهي بيئة منطقة عسير، إلا أن بعض الأعمال المعروضة نلاحظ فيها تأثيرًا من مدينتَي جدة والرياض.

وفي حديثه لـ (اليوم)، عبَّر "حماس" عن سعادته بالعودة إلى الرياض، والاحتفاء بهذا المعرض، وعن الاهتمام الملحوظ بالفن والفنانين من قبل الدوائر الحكومية على وجه التحديد، إذ في السابق كان الاهتمام بالاقتناء قليلًا جدًّا ومقتصرًا على الأسماء القوية والمعروفة، أما الآن فالجيل الجديد لديه فرصة كبيرة لعرض أعماله والاحتفاء بها في ظل هذا الاهتمام.

الفنان التشكيلي عبد الله حماس - اليوم

التأثيرات البيئية في أعماله

وعن تأثير البيئة الجنوبية على أعماله، تحدث "حماس" أنه من أبناء قرية آل عاصم في مدينة أبها، كما أن معيشته في القرية بقيت في ذاكرته من ثقافة ورؤية بصرية، "ومن المعروف أن منطقة عسير مليئة بالتراث والعادات والتقاليد إضافة إلى الحالة المناخية من سحب وأمطار، والبيوت المزينة بالقط العسيري، ولباس النساء العسيريات المطرز، فكل ذلك عوامل فنية أثرت فيني، وجعلتني أحمل هذا المخزون البصري لأكثر من ٦٠ عامًا"، وأكد أن الفنان ابن بيئته، ولكن ليست بالضرورة سبب في تميز الفنان.

كما تحدث "حماس" عن بداياته وتأثير العاصمة عليه، فذكر أن أول معرض أتاح أعماله كان في الرياض قبل نحو ٥٠ عامًا، وتنوعت لوحاته المشاركة بين التجريدي والواقعي.

وأضاف: بيئة الرياض بيئة جميلة، والبيوت الطينية والقصور وغيرها لها جمال وروحانية مختلفة، كما أن اللون الطيني مع الجص الأبيض له رؤية جميلة، وكيف يوظفها الفنان في أعماله ويخرجها تضفي جمالًا مختلفًا، وتنقلي بين جدة والرياض وتبوك وجدة وأبها أتاح لي أن أرسم لكل البيئات، ولكن يغلب على أعمالي الطابع الجنوبي.

اشتمل معرض حماس الشخصي الـ٣٩ على ٩٩ لوحة متنوعة - اليوم

المشهد الفني قبل ٥٠ عامًا

أشار "حماس" إلى المشهد الفني قبل ٥٠ سنة، وقال: كانت توجد قلة من الفنانين الذين يشاركون في معارض في ذلك الزمن، وقلة من يشترون الأعمال الفنية، فقد شاركت في معرض آنذاك لمدة ١٥ عامًا ولم تبَع ولا لوحة واحدة، وذلك ليس بمستغرب إذ في ذلك الوقت كانت قليلون من يهتمون بالفن والثقافة، أما الآن ولله الحمد فنرى الكثير من المهتمين وخصوصًا من فئة الشباب، مما يؤكد ارتفاع الذائقة الفنية لدى الشعب السعودي، وهذا ما نسعى له.

وتابع أن ما أسهم في ارتفاع الذائقة هو أمور كثيرة حصلت على مر الزمان، بداية بإدراج مادة الفنية في المدارس، وبعدها إنشاء معهد التربية الفنية بالرياض، وإنشاء أقسام فنية في الكليات، وبعدها معارض المملكة بين الأمس واليوم حينما تقام في الخارج، وقسم الفنون التشكيلية في معهد رعاية الشباب، وإنشاء جمعيات الثقافة والفنون، وإنشاء جمعية الفنون التشكيلية (جسفت)، بالإضافة إلى ارتقاء مستوى التعليم، والسفر إلى الخارج والاطلاع على الفنون بأنواعها، وأخيرًا مؤسسة مسك الخيرية ووزارة الثقافة ودعمهم، بالإضافة إلى التقنية والهواتف الذكية التي أتاحت الاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الفنون في العالم من خلالها.

معيشة حماس في القرية بقيت في ذاكرته من ثقافة ورؤية بصرية - اليوم

حماس ذكر أن الجيل السابق مرَّ بمعاناة شديدة سابقًا، فلم يكن هناك مقتنون للأعمال، ولم تكن هناك مواد وأدوات للرسم فكانوا يطلبونها من خارج المملكة، بعد ذلك أوجد الفنان رحمة الله عليه محمد السليم "دار الفنون" وأسعف الفنانين فيها إذ أصبح اقتناء أدوات الرسم منها.

وأضاف: كنا نرسم ونشارك في المسابقات والمعارض فقط من أجل أن تعرف أسماؤنا، وبقينا على ذلك لمدة ٢٠ عامًا، أما اليوم فنحن نعيش في نعمة وزخم من الإقبال على الفنون.

طفرة تشكيلية سعودية

تأثر "حماس" بالفنانين التشكيليين العراقيين، وأشار إلى أن ذلك يعود إلى أنهم قاموا بتدريسه في المعهد، كما أن الفن العراقي التشكيلي كان في المقدمة في الشرق الأوسط، وكان في القمة، بعد ذلك جاءت مصر وسوريا والمغرب، "أما في وقتنا الحالي فالسعودية تتصدر المشهد من ناحية الطفرة التشكيلية، ونأمل من شبابنا أن يستمروا ويتفردوا بالعطاء والأساليب، كما أرى أن المغرب يتميز اليوم بفنانيه الشباب الراقيين، إضافة إلى مصر التي تشهد قفزة في الفنون التشكيلية.

الفنان ابن بيئته ولكنها ليست بالضرورة سببًا في تميز الفنان - اليوم

واختتم "حماس" حديثه موجهًا كلمة للجيل الحالي من الشباب، وقال: أتمنى منهم أن يمارسوا الرسم والفنون التشكيلية، حتى نستطيع القول إن هناك جيلًا يستمر ويمسك الراية من بعدنا ويواصل، فهذه فرصتهم مع وجود التشجيع والدعم وصالات العرض، ولم يتبقَّ لهم إلا أن يعرضوا للعالم وللمملكة أعمالهم.