DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأمان الرقمي لمن يدفع.. «ميتا» تسعى لتعويض خسائرها من جيوب المستخدمين

الأمان الرقمي لمن يدفع.. «ميتا» تسعى لتعويض خسائرها من جيوب المستخدمين
الأمان الرقمي لمن يدفع.. «ميتا» تسعى لتعويض خسائرها من جيوب المستخدمين
هل تحقق تطبيقات التواصل الاجتماعي الأمان الرقمي؟ - مشاع إبداعي
الأمان الرقمي لمن يدفع.. «ميتا» تسعى لتعويض خسائرها من جيوب المستخدمين
هل تحقق تطبيقات التواصل الاجتماعي الأمان الرقمي؟ - مشاع إبداعي

قبل أيام قليلة، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» المالكة لتطبيقي وموقعي فيس بوك وإنستجرام، مارك زوكربيرج، عزم شركته إتاحة توثيق الحسابات الشخصية على فيس بوك والحصول على علامة التحقق الزرقاء بما تشمله من مزايا تتعلق بزيادة تأمين الحساب، والتواصل مع خدمة العملاء لحل أي مشكلة، ومنع أي مستخدم آخر من انتحال الاسم، بعد تقديم بطاقة هوية حكومية.

في السابق، أتاح فيس بوك العلامة الزرقاء لحسابات المشاهير والشخصيات العامة، لكن الصفقة الجديدة تتيح العلامة الزرقاء مقابل دفع اشتراك شهري قيمته 11.99 دولار، حال استخدام الحساب من أجهزة الكمبيوتر الثابتة، أو 14.99 دولار لمستخدمي هواتف أبل.

يأتي إعلان «زوكربيرج» عقب أشهر قليلة من إطلاق إيلون ماسك نظام Twitter Blue، ووفق تقارير إعلامية، فمن المرجّح أن لجوء تويتر ومن بعده فيس بوك وإنستجرام لتحويل جزء من خدماتهم من مجاني إلى مدفوع، هو محاولة لتعويض الخسائر التي مُني بها عدد من شركات التكنولوجيا خلال الأشهر القليلة الماضية.

تلاعب بالمستخدمين

يبقى السؤال: هل يمكننا أن نثق في ميتا أو غيرها من الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته، ونأتمنها على معلوماتنا الشخصية؟

كي نجيب هذا السؤال دعونا نستعرض بعضًا من تاريخ «فيس بوك» مع بيانات عملائه.

في العام 2012، ولمدة أسبوع، تلاعب فيسبوك في نوعية الأخبار التي تظهر لنحو 700 ألف مستخدم من عملائه الذين تجاوزوا المليار حول العالم.

أخضع الموقع الشهير مجموعة من مستخدميه لدراسة سرية لقياس ما يسمى بـ"عدوى المشاعر"، لمعرفة ما إذا كان هناك تأثير جماعي للرسائل (الأخبار الموجهة) في الحالة المزاجية للمستخدم أم لا، وقياس تأثير التجربة بما ينشره المستخدمون المستهدفون على حساباتهم الشخصية من أشياء إيجابية أو سلبية.

خلصت الدراسة إلى أن "المشاعر السائدة بين مجموعة الأصدقاء على فيس بوك تنتقل بلا وعي إلى الآخرين، عبر ما يسمى بـ"عدوى المشاعر".

السيطرة السيكولوجية

في كتابه "صناعة السعادة"، يستعرض أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة لندن، ويليام ديفيز william davies، خطورة التزاوج بين المال السياسي وتطبيقات علم النفس، ويسترشد بتقديرات مؤسسة جالوب Gallup لاستطلاعات الرأي، التي قدَّرت خسائر اقتصاد الولايات المتحدة العائدة لعدم إحساس الموظفين بالسعادة، بـ500 مليار دولار أمريكي سنويًا، بحسب دراسة أجرتها بين عامي 2010 و2012.

ويشير ديفيز إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أطلقت عام 2008، مبادرة بحثية تحت اسم Minerva؛ لجمع المعرفة العلمية الاجتماعية بشأن القضايا والمناطق التي وصفها البنتاجون "أنها ذات أهمية استراتيجية للولايات المتحدة".

شملت المبادرة عقدًا مع جامعة كورنيل لدراسة طريقة انتشار الاضطراب المدني كعدوى اجتماعية، وكان أحد متلقي التمويل من المبادرة أستاذ الاتصالات جيفري هانكوك، الذي شارك في تجربة فيسبوك عن "عدوى المشاعر" التي سبق الإشارة إليها.

في ختام كتابه الذي صدر عام 2015، قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية الأمريكية المثيرة للجدل، يحذر ديفيز مما أسماه "السيطرة السيكولوجية"، إذ كتب متسائلًا: "ماذا لو أن حصة من عشرات المليارات من الدولارات التي تنفق على رصد أقل التقلبات التي تطرأ على عقولنا ومشاعرنا وأدمغتنا وتوقعها ومعالجتها وتصورها والتنبؤ بها، كانت تنفق بدلًا من ذلك على تصميم أشكال بديلة للتنظيم السياسي والاقتصادي؟".

قراصنة المعلومات

لنعد إلى عام 2016 وما تلاه، لنعرف ماذا حدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المثيرة للجدل.

في السابع عشر من مايو 2017، عيَّنت وزارة العدل الأمريكية المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية، روبرتمولر، محققًا خاصًا تابعًا للوزارة، يقود التحقيقات في "مزاعم" تدخل روسي أثر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

استندت الوزارة إلى تقرير من المخابرات الأمريكية مفاده أن مجموعة من القراصنة الروس اخترقوا البريد الإلكتروني لمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة -آنذاك-هيلاري كلينتون، وحملتها الانتخابية، وكذلك قواعد بيانات الناخبين في 21 ولاية أمريكية، وأنشؤوا موقعًا إلكترونيًا تحت اسم DCLeaks؛ لنشر "التسريبات" بهدف تشويه "كلينتون".

من المثير للدهشة أن شركة متخصصة في الأمن الإلكتروني تدعى fire eye نشرت تقريرًا في أكتوبر عام 2014، أي قبل الانتخابات الرئاسية بنحو عامين، تحذر فيه من مجموعة روسية للقرصنة "شبه حكومية" أسمتها APT28، تأسست عام 2007.

وذكرت الشركة أنه -على النقيض من المجموعات الروسية التي وصفتها أنها تركز على سرقة الأموال- فإن هذه المجموعة تستهدف بشكل أساسي "المعلومات المهمة المتعلقة بالحكومات والجيوش والمنظمات الأمنية".

ألكسندر نيكس الرئيس التنفيذي لـCambridge Analytica يتحدث عن خدمات شركته في فعالية عام 2016 بمدينة نيويورك

الإقناع الجماعي

عقب مضي عامين على فوز "ترامب" بالرئاسة، بثت القناة 4 الإخبارية البريطانية في 2018، مقطع فيديو مصورًا بكاميرا سرية، ضمن تحقيق استغرق 4 أشهر في نشاطات شركة كامبريدج أناليتيكا البريطانية، يسجل حوارًا بين المدير التنفيذي للشركة Alexander Nix ألكسندر نيكس، وصحفي متخفٍ أوهمه أنه عميل يبحث عن المساعدة.

«نيكس» الذي انطلت عليه الخدعة، راح يستعرض مهارات شركته وقدراتها أمام زبونه المحتمل، قائلًا إن شركته بإمكانها أن تشوه سمعة المرشحين المنافسين "المستهدفين"، واغتيالهم معنويًا كواحدة من الخدمات المتاحة.

وأضاف أن «كامبريدج أناليتيكا» ترتبط بعلاقات وثيقة بعملاء الاستخبارات -على حد تعبيره- وأنها تجمع البيانات وتجري التحليلات، زاعمًا أن شركته كانت سبب فوز «ترامب» بهامش بسيط في حدود «40 ألف صوت» في 3 ولايات، الأمر الذي تسبب فيما بعد بفوزه بغالبية أصوات المجمع الانتخابي، وفق نظام الانتخابات الأمريكية بحسب زعمه.

وأوضح باحثون في تقرير، أن المعلومات التي يجري جمعها من خلال نشاط المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، توفر ما يسمى بـ«الآثار الرقمية»، التي يمكن الاستفادة منها في الإقناع الجماعي.

مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا يخضع لجلسة استجواب بمجلس الشيوخ الأمريكي عام 2018 عن مزاعم تسريب بيانات المستخدمين

رسائل مقنعة وأخبار زائفة

وفق دراسة شملت أكثر من 3.5 مليون شخص، فإن الإعلانات المُصممة وفق السمات النفسية -بمعنى التوفيق بين محتوى الرسالة المقنعة وملامح المخطط النفسي العام للفرد- أدت إلى زيادة في عدد النقرات على الإعلانات بنسبة 40%، وعمليات الشراء عبر الإنترنت بنسبة 50%، مقارنة بالرسائل غير المتوافقة أو غير الموجهة بشكل شخصي.

عقب إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية بشهرين تقريبًا، أعلن مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرج، إجراءات جديدة لمكافحة الأخبار الزائفة، ردًا على انتقادات وجهت للموقع زعمت أن تداول الأخبار الزائفة على فيسبوك أثر على نتيجة الانتخابات الأمريكية.

قرر فيسبوك وضع علامة تحذير حمراء بجوار روابط الأخبار التي أبلغ طرف ثالث عنها، باعتبارها أخبارًا مزيفة، لكنه عاد وتراجع عن هذا الإجراء، وذكر أن البحوث تشير إلى أن "العلامة الحمراء" جذبت الانتباه إلى هذه الأخبار أكثر.