أقام معرض "أول بيت" مبنى تقريبيًا في ساحاته الخارجية لأول عمارة للمسجد النبوي الشريف، تحت عنوان "جُعلت ليَ الأرضُ مسجدًا وطَهورًا" ليتضح للزائر مراحل بناء المسجد، الذي بناه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيده الكريمة بعد هجرته إلى المدينة، وانطلقت منه الدعوة المحمدية التي وصلت بقاع الأرض، فكان هذا المسجد مقرًا تعليميًا وقياديًا، ضم في جدرانه البسيطة خير أمة أخرجت للناس.
وزارت "اليوم" المعرض لتوثق عمارة المسجد النبوي، والذي يعتبر أول المساجد التي بنيت في الإسلام بعد مسجد قباء، وكان المكان في الأصل عبارة عن مساحة مفتوحة متصلة بالسماء، محددة بعلامات بسيطة على الأرض ومحاطة بسياج منخفض، في تركيب فني مصمم ومنسوج على يد حرفيين سعوديين، بتصميم من "سارة العيسى ونجود السديري"، إذ تتكون جدران هذا المبنى من سعف النخيل المحلي.
محاكاة لأساليب العمارة في العهد النبوي الشريف
يذكر هذا المبنى أساليب العمارة والإنشاء التي كانت في ذلك الوقت، والتي انتشرت مع بداية انتشار الإسلام، فقد كانت مشابهة لكثير من أماكن الصلاة المؤقتة على امتداد طرق السفر والحج، وكانت تسمح الفجوات الموجودة في جدران المصلى بإلقاء نظرة على المناظر المحيطة والطبيعة لبساتين المدينة المنورة، ويتساقط الضوء من الأعلى على شق يرمز إلى المحراب، للتأكيد على دور الشمس كبوصلة لتحديد أوقات الصلاة.
كما تُجرى للمبنى أعمال صيانة يومية مستمرة، للحفاظ على هوية المكان كمصلى وفضاء مدني، ومن تلك الأعمال كسح الأرضية ودك تربة الأرض، التي تدعم الجدران، ومن دون أعمال الصيانة تلك سيختفي الهيكل تمامًا مع مرور الوقت.
المسجد النبوي يشهد 7 توسعات قبل العهد السعودي الزاهر
حدثت للمسجد النبوي الشريف العديد من التوسعة المعمارية، فقد بناه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة الأولى من الهجرة بمساحة 1050م2، ثم أحدث فيه توسعة في السنة السابعة للهجرة، ثم توالت التوسعات في عهد الخلافة الراشدة، ليشهد المسجد 7 توسعات منذ بنائه، وحتى العهد السعودي الذي أولى اهتمامًا بالغًا بالحرمين الشريفين، توسعةً وعمارةً وصيانةً، وتظهر العناية بالمسجد النبوي من خلال التوسعات المتلاحقة له، ولم يمر ملك من ملوكها إلا وله يد في توسعته وعمارته، حتى شهد أكبر توسعة له منذ التاريخ.
