منطاد تجسس صيني حلًّق في سماء ولاية مونتانا الأمريكية، والتي تُعد موطنًا لصوامع الصواريخ الباليستية الأمريكية العابرة للقارات، إضافة إلى قواعد القاذفات الاستراتيجية.
أمر أحدث ضجة كبرى، لم يؤثّر في عرقلة زيارة مُخطَّطة لدبلوماسي أمريكي كبير إلى بكين فحسب، وإنما كذلك قد يهدد بإحباط محاولات لتحقيق الاستقرار في العلاقات المتوترة بين البلدين.
يطالب بعض المشرّعين الأمريكيين الرئيس الديمقراطي جو بايدن، بمحاسبة الصين على ما يصفه المسؤولون بأنه انتهاك غير مقبول لسيادة الولايات المتحدة، ومن المتوقّع أنه سيكون لرد الفعل في الولايات المتحدة عواقب طويلة الأمد، على ما يبدو أنها مهمة تجسّس في توقيت غير مناسب، وفقًا لوكالة رويترز.
China says that a balloon that has been seen flying over the U.S. is a "civilian airship" for research that deviated from course.
Chinese Foreign Ministry says it regrets the unintended entry of the balloon, which apparently hovered over nuclear sites.pic.twitter.com/8gimuJTJTh
— Beast News (@BeastNews2) February 3, 2023
وزير الخارجية الأمريكي يُرجئ رحلته إلى الصين
منذ 2018 لم يذهب أي وزير خارجية أمريكي إلى الصين، كانت زيارة لوزير الخارجية الحاليّ، أنتوني بلينكين على وشك الاكتمال خلال أمس الجمعة أو اليوم السبت، لكنها تجمَّدت بسبب تداعيات المنطاد الصيني.
وأوضح بلينكين، أنه سيكون مستعدًا لزيارة بكين "عندما تسمح الظروف بذلك"، لكن الإدارة قد تتعرض لضغوط شديدة لإحياء الرحلة بسرعة دون أن تقدم الصين بوادر حسن نية، حسبما يرى محللون.
كان يُنظر إلى هذه الزيارة على أنها محاولة لتطوير طرق للتغلب على الأزمات المستقبلية، خاصة مع احتمال زيارة رئيس مجلس النواب الجديد، كيفن مكارثي، إلى تايوان هذا العام، ما يجعل الأزمة القادمة ليست بعيدة.
نداءات لإسقاط المنطاد الصيني
طالب مايكل ماكول، الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أمس الجمعة، بمعرفة سبب عدم إسقاط الإدارة البالون، واتهم الرئيس بالسماح له بتشكيل "تهديد مباشر ومستمر للأمن القومي للوطن الأمريكي".
لطالما اشتكت الصين من مراقبة السفن والطائرات الأمريكية لجيشها المتنامي، على الرغم من أن مثل هذه العمليات في السنوات الأخيرة جرت في المياه الدولية والمجال الجوي المعترف بهما على نطاق واسع.
#واشنطن تخشى إسقاطه.. بالون تجسس صيني في سماء الولايات المتحدة
https://t.co/WjTPKSDfcb #اليوم
— صحيفة اليوم (@alyaum) February 3, 2023
توتر العلاقات بين أمريكا والصين
توترت العلاقات بين القوى العظمى على مدى السنوات القليلة الماضية وانخفضت إلى أسوأ حالاتها منذ عقود في أغسطس الماضي، عندما ذهبت رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، ما دفع بكين لإجراء مناورات عسكرية قرب الجزيرة التي تطالب بها الصين.
منذ ذلك الحين، قالت إدارة بايدن إنها تأمل في بناء "أرضية" للعلاقة وضمان ألا يتحول التنافس إلى صراع.
لكن الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب يعملون بالفعل على طرق للتحقيق في التهديدات المحتملة من أكبر منافس جيوسياسي للولايات المتحدة، وسارعوا بإثارة الجدل بشأن بايدن على خلفية المنطاد، متسائلين كيف سُمح له بدخول المجال الجوي الأمريكي في الأساس.
#نانسي_بيلوسي.. خاطفة #الأضواء وصاحبة #السياسة الماهرة https://t.co/DME1T4WA9X#صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم
— صحيفة اليوم (@alyaum) August 3, 2022
فرص ضائعة بسبب وقف الزيارة الأمريكية
كانت التوقعات بخصوص رحلة بلينكين إلى الصين غير واضحة إلى حد كبير، لكنه كان ينوي إثارة قضايا المواطنين الأمريكيين "المحتجزين ظلمًا في الصين" حسبما ترى الولايات المتحدة، إضافة إلى مناقشة بعض القضايا التي من شأنها إحراز كثير من التقدم في العلاقات.
في الناحية الأخرى تريد الصين أيضًا علاقة مستقرة مع أمريكا حتى تتمكن من التركيز على اقتصادها، الذي تضرر من سياسة "صفر كورونا" التي جرى التخلي عنها مؤخرًا.
يوضح المحللون أن إدارة بايدن ترغب في إعادة جدولة الزيارات، إذ يوجد عديد من القضايا المطروحة على الطاولة وفرصة حقيقية لإذابة الجليد، لكن حادثة البالون ربما تعني أن ذوبان الجليد قد أُجِّل إلى أجل غير مسمى.
الخارجية الصينية:
المنطاد الذي دخل الأجواء الأميركية ذو طابع مدني وضل طريقه وهو مخصص للأبحاث المدنية والطقس#اليوم pic.twitter.com/4b1ILznOcg
— صحيفة اليوم (@alyaum) February 3, 2023
