DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خطيب المسجد الحرام: تحقيق العبودية لا يكون إلا بالإخلاص ومتابعة الرسول

خطيب المسجد الحرام: تحقيق العبودية لا يكون إلا بالإخلاص ومتابعة الرسول
خطيب المسجد الحرام: تحقيق العبودية لا يكون إلا بالإخلاص ومتابعة الرسول
د. ياسر الدوسري يوضح في خطبة الجمعة منازل تحقيق العبودية لله تعالى - موقع رئاسة شؤون الحرمين "تويتر"
خطيب المسجد الحرام: تحقيق العبودية لا يكون إلا بالإخلاص ومتابعة الرسول
د. ياسر الدوسري يوضح في خطبة الجمعة منازل تحقيق العبودية لله تعالى - موقع رئاسة شؤون الحرمين "تويتر"

قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري إن في هذه البُقعةِ المقدَّسةِ المباركةِ، وبين رُباها وشِعابِها التالِدةِ، سُطِّرَتْ مِنْ نورٍ أعظمُ قصةٍ عرفتْهَا البشريةُ، فتغيَّرتْ لها الموازينُ التاريخيةُ، إنها قصةٌ وصلتِ الأرضَ بالسماواتِ، وعلَّقتِ القلُوبَ بِرَبِّ البريَّاتِ، وتابعتْ مسيرةَ الأنبياءِ والمرسلين عليهم أفضلُ التسليمِ والصلواتِ، وأضاءتْ العالمين بنورِ الحقِّ ليُخرِجَ الناس من الظُّلماتِ.

وأضاف فضيلته، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم من الحرم المكي، "إنها قصةُ خاتِمَةِ الرسالاتِ، وبِعثَةُ رسولِ الله محمد، عليهِ أزكَى الصلواتِ، وأتمُّ التسليماتِ، محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، الذي رفعَ اللهُ قدْرَهُ، وشرّفَ أمْرَهُ، وخلَّدَ ذِكرَهُ، فلا تصحُّ الشهادةُ إلا بالإقرارِ بنبُوَّتِهِ، والإذعانِ لِشرْعتِهِ.

وبين أن اللهُ أرسلَ رسولَهُ بالتشريعاتِ الحكيمةِ في مقاصدِهَا، والأحكامِ الدقيقةِ في تفريعاتِهَا، والأخبارِ الصادقةِ في مضامينِهَا، والصالحةِ لكلِ زمانٍ ومكانٍ في تفصيلاتِهَا وتطبيقاتِهَا.

للاتِّباعِ مكانة عظيمة ومنزلة كبيرة في دينِ الله

قال إمام وخطيب المسجد الحرام إن مَنْ رامَ الوصولَ إلى الصراطِ المستقيمِ، والثباتَ على الطريقِ القَويمِ، فعليهِ بمتابعةِ النبيِّ الكريمِ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ، فذلكُمْ هو طريقُ اللهِ الذي نصَبَهُ لِعبادِهِ على ألْسِنَةِ رُسلهِ، وجعلَهُ مُوصِلًا لعبادِهِ إليهِ، ولا طريقَ لهمْ إليهِ سِواهُ، ولهذا كانَ صلاحُ العبدِ وسعادتُهُ في تحقيقِ معنى قولِ اللهِ جلَّ في عُلَاه:" إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإِيَّاكَ نَستعِينُ" .

وأضاف: لا يكونُ العبدُ محقِّقًا لِـ"إِيَّاكَ نَعبُدُ"، إلا بأصلَيْنِ عظيمَيْن الأولُ: إخلاصُ العبوديةِ للهِ تعالى، والثاني: متابعةُ الرسولِ، وذلكَ بطاعتِهِ فيما أمرَ، وتصديقِهِ فيما أخبرَ، واجتنابِ ما نهى عنهُ وزَجَرَ، وألا يعبدَ اللهُ إلا بما شَرَعَ.

وأفاد فضيلته أنَّ للاتِّباعِ مكانةً عظيمةً ومنزلةً كبيرةً في دينِ اللهِ، فهو الغايةُ مِنْ إرسالِ رُسلِ اللهِ، وعلى قدْرِ اتِّباعِ المرءِ يُوزَنُ إيمانُهُ، وتتفاوَتُ منزلتُهُ، ولذا تضافرتِ الأوامرُ الإلهيةُ على لزومِ متابعةِ النبيِّ، إذ جعلَ اللهُ اسمَ النبيِّ مقرُونًا باسمِهِ تعالى في أشرفِ كلمةٍ، وأعظمِ ركنٍ في الإسلامِ، وهو: شهادةُ أن لا إلهَ إلا الله، وأن محمدًا رسولُ الله.

وأضاف: أمرَ اللهُ بطاعةِ رسولِهِ، في أكثرَ مِنْ ثلاثينَ موضِعًا مِنَ القرآنِ، وَقَرَنَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ، وَقَرَنَ بَيْنَ مُخَالَفَتِهِ وَمُخَالَفَتِهِ، كَمَا قَرَنَ بَيْنَ اسْمِهِ وَاسْمِهِ، فَلَا يُذْكَرُ اللهُ إلَّا ذُكِرَ مَعَهُ.

صلاة الجمعة من الحرم المكي الشريف اليوم - حساب رئاسة شؤون الحرمين

صور وألبسة كثيرة لاتباع الأهواء ومداخلها

وأكد فضيلته أن الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي مُتَابعَةِ الرَّسُولِ، وَالْبركَةَ كلَّهَا فِي حِفْظِ كَلَامِهِ الْمَنْقُولِ، فهو العلمُ المأمُولُ، وطريقُ الوُصولِ، فالعِلمُ ما جاءَ في كتابِ اللهِ وسُنَّةِ الرسُولِ، ففيهِما الهُدَى لكلِّ مُلتمِسٍ، وهُما النجاةُ لكلِّ مُحترِسٍ، وهُما الفُرقانُ لكلِّ مُلتبِسٍ، فنورهُمَا خيرُ نورٍ لمُقتَبِسٍ، فالسلامةُ كلُّ السلامةِ في الاتباعِ، والندامةُ كلُّ الندامةِ في الابتداعِ.

وأشار إلى أن في شريعة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، سفينةٌ مأمونةٌ، مَنِ اعتصَمَ بركُوبِهَا نجَا، ومحجةٌ مَنْ سلكَ طريقَهَا وصلَ إلى المُنَى، لأنَّهُ مُؤيَّدٌ بالعِصْمةِ، فذلِكُم الكمالُ الذي لا نقصَ فيهِ، والجمالُ الذي لا تزويرَ يعْتَريهُ، والجلالُ الذي لا دُونَ فيهِ، ففي ذلكَ الشفاءُ والمطلوبُ.

وحذر إمام المسجد الحرام من اتباع الأهواءَ ومداخلَهَا فإنَّ لها صُورًا وألْبِسةً تغرُّ كثيرًا مِنَ الناسِ، ولا يزالُ الشيطانُ يلِجُ على المؤمنِ مِنْ أبوابِ الهوَى حتى يهلكَهُ، ولا يقفُ أمامَ هذه الأهواءِ ويوصدُ أبوابَهَا إلا تجريدُ الاتباعِ للنبيِّ المصطفَى.

وأضاف: اتبعوه صلى الله عليه وسلم، حقَّ الاتِّباعِ، ولا تحيدُوا عن مسلَكِهِ ولو دعتكُم إلى ذلك الدواعِي، فما ثَمَّ إلا اتباعٌ أو ابتداعٌ، فعنْ عبدِ الله بنِ عمْرِو بنِ العاصِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ".

تطييب اللسان والقلب بذكر الله

وفي المدينة المنورة بين إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالبارئ الثبيتي أن المؤمن لا يخلو من حالات وجل يستشعرها إذا سمع الذكر أو الموعظة ويزداد الإيمان كما وصف الله تعالى المؤمنون وزكاهم بأنهم إذا ذكر الله تعالى وسمعوا الذكر وجلت قلوبهم وزادهم إيمانًا.

وأوضح أن من أجل أسباب وجل القلوب لهج اللسان بذكر الله تعالى، ومن أعظم الذكر تلاوة كتاب الله والتغني بآياته، فمن أقبل عليه شرح الله صدره وعاش في رحابة، وأورثه خشية الله ولان قلبه وأورثه خشية وحياء من الله وزاده إيمانًا.

د. عبدالباري الثبيتي خلال خطبة الجمعة من المسجد النبوي - موقع رئاسة شؤون الحرمين

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أسباب وجل القلوب، تعظيم شعائر الله، العلم الموصل إلى الله المعرفة بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وتعود العطاء وتنوع الاحسان فبه يكسب الوجل والخشية والرقة، ولو لم يكن من ثمار وجل القلوب إلا التلذذ بمناجاة الله والأنس به لكان أعظم ما يظفر به .

ونوه إمام وخطيب المسجد النبوي أن الاكثار من ذكر الموت ودوام الاستعداد له يذكر بالآخرة ويزهد في الدنيا ويحي القلب ومن ثمراته طيب الحياة في الدارين، مبينًا أن من ثمرات وجل القلب الدفع بصاحبه إلى المسارعة في الخيرات وإجابة الدعوات.