DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بمليوني دولار..ملياردير أمريكي يستعيد شبابه مرة أخرى

بمليوني دولار..ملياردير أمريكي يستعيد شبابه مرة أخرى
بمليوني دولار..ملياردير أمريكي يستعيد شبابه مرة أخرى
يجري الملياردير بريان جونسون تجارب لاستعادة شبابه- مشاع إبداعي
بمليوني دولار..ملياردير أمريكي يستعيد شبابه مرة أخرى
يجري الملياردير بريان جونسون تجارب لاستعادة شبابه- مشاع إبداعي

يرتبط الوجود البشري برغبة ملحّة في البقاء أطول فترة ممكنة على قي الحياة وكسب الشباب الأبدي، وعلى مدار التاريخ الإنساني ومنذ نشأة البشر دأبت المحاولات على إيجاد إكسير الخلود، وبُنيَت على ذلك المعنى أساطير، عن زهور ومشروبات أو ممارسات تطيل العمر.

ولما تطوَّر العلم وتراكمت الأبحاث التي أوصلتنا إلى درجة مُتقدّمة من الطب، عرفنا أن الخلود مستحيل، فتغيَّر المسار من الخلود الدائم إلى تأخير الشيخوخة وإطالة العمر أكبر قدر ممكن، وتخصَّصت شركات وعلماء في إجراء التجارب العلمية التي يُؤمل في الوصول من ورائها إلى تأخير الشيخوخة.

ولعلّ تجربة الملياردير الأمريكي بريان جونسون لاستعادة شبابه، قد تكون علامة فارقة في إيجاد علاج للشيخوخة، وإن بلغت كلفتها ملايين الدولارات، فإن شراء سنوات من العمر لا يُقدَّر بثمن.

فهل ينجح جونسون في تقليل سنه؟

خمس سنوات مقابل 2 مليون دولار

في سعيه لإطالة عمره يوظّف الملياردير الأمريكي بريان جونسون طاقم أطباء مكونًا من 30 فردًا، مهمتهم إعادته إلى سن الشباب مرة أخرى.

جونسون البالغ حاليًا من العمر 45 عامًا، أنفق في سبيل ذلك مليوني دولار، لإنشاء مختبر طبي في منزله، وتجهيزه بالأجهزة اللازمة وشراء المواد الطبية والإنفاق على الأطباء، بحسب ما تنقله وكالة بلومبرج.

وفي سبيل تأخير الشيخوخة يرعى فريق الملياردير الأمريكي كل عضو من جسده، بدءًا من الأعضاء الحيوية حتى الشعر، الأمر الذي يعرضه لممارسات طبية صعبة يصفها هو بالمتطرفة، لكن على حد قوله فإن الأمر يستحق.

فبعد سنوات من بدء تجاربه، استطاع جونسون خفض سنه البيولوجية من 45، وصار جسده في عمر الـ37 عامًا، أي تأخرت شيخوخته بمقدار خمس سنوات، بحسب البيانات الناتجة عن قياس حيوية أعضائه والتي يجريها دوريًا.

ولا تزال التجارب قائمة حتى يصل إلى عمر 18 عامًا، وهو ما سيؤثر في شيخوخته، فلن يصل إليها قبل سنين طويلة إذا ما حقق مبتغاه.

استطاع جونسون خفض سنه بمقدار 5 سنوات- حساب بريان جونسون على تويتر

مدى إتاحة تطبيق علاج الشيخوخة

غريزة البقاء عنصر ملازم للبشر، فكل منا يرغب في عيش مزيدٍ من الحياة، لكن ما مدى إتاحة تطبيق علاج الشيخوخة ذلك، وهل يجب أن يوظف الشخص طاقم أطباء ليجروا عليه أبحاثًا قيمتها ملايين الدولارات؟

في الواقع إن كنت تحب المخاطرة، أو ترغب في خوض تجربة بريان جونسون نفسها، فيمكنك ذلك، وإن رغبتَ في الانتظار، فيمكن أن نرى في السنوات القليلة المقبلة ما الذي ستؤدي إليه نتائج الاختبارات التي يجريها على جسده.

وقد لا يطول الانتظار حتى نرى دواءً واحدًا يعالج الشيخوخة، ويقلب خط مسيرها ليتّجه مَن يتناوله إلى الشباب، بدلًا عن العجز.

ففي الفترة الماضية، استطاع باحثون بجامعة هارفارد عكس الشيخوخة في تجاربهم على الفئران، ما منح الحيوانات القدرة على العودة لشبابها مرة أخرى، وحتى تجديد خلايا الأعضاء التالفة لديهم، بحسب ما تورده شبكة سي إن إن، ويأمل الفريق البحثي في التوصل إلى تطبيق تلك التقنية على البشر.

كما تتسابق الشركات الغربية المختصة في التكنولوجيا الحيوية وأبحاث الشيخوخة لإيجاد علاج لها، وتقديم الدواء السحري الذي يُبطئ وتيرة التقدم في العمر، ومن يدري لعل أحدها يصل إلى نتيجة يمكن تطبيقها.

استثمارات في علاج الشيخوخة

يُنفق أثرياء العالم استثمارات في تجارب علاج الشيخوخة، بتصنيع أدوية تؤخرها، وتُبطئ معدل تسارعها بأشكال متنوعة.

فغير المليادرير بريان جونسون الذي اختار إجراء التجارب على نفسه في عملية طويلة، قرَّر مستثمرون آخرون دفع أموالهم لشركات الأبحاث لتطوير أدوية تُجرَّب على الحيوانات أولًا قبل نقلها للبشر.

فجيف بيزوس وشريكه بيتر ثيل استثمرا ملايين الدولارات في شركة يونتي بيو تكنولوجي، التي تسعى للتخلص من أعراض الشيخوخة كضعف الأعضاء ومرضها.

يستثمر أثرياء أمريكا في علاج الشيخوخة- مشاع إداعي

وفي عام 2013 استثمر الملياردير الأمريكي لاري إليسون مئات ملايين الدولارات في أبحاث لعلاج الشيخوخة، بحسب ما تورده صحيفة نيووركر.

وتنتشر الشركات التي تُجري أبحاثًا لعلاج الشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية ومنها بيو إيدج، بيو فيفا، إيدج إكس وذا لونجفتي فاند، وغيرها ممن يستقطبون أموال الأثرياء في محاولة الوصول لعلاج يطيل العمر.

تأخير الشيخوخة نهايته الموت أيضًا

قبل تجربة بريان جونسون بسنوات، نشرت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية دراسة طبية، أكَّدت نتائجها أن تأخير الشيخوخة نهايته الموت أيضًا.

وقد ينجح بعضهم في تأخير شيخوخة أعضائهم يومًا ما، وإعادة الشباب لأجسادهم، وهو ما سيزيد أعمارهم بمقدار 15 عامًا في المتوسط، لكن النهاية واحدة.

وتقدِّر المؤسسة الصحية الأمريكية، أن الشخص الذي سيجرِّب إعادة شبابه سيتفادى تلف الأعضاء المتسبب في الوفاة، والذي يحدث بسبب الشيخوخة، لكن حتى في تلك الحالة لن يكون خالدًا، بل سيموت دون مرض في الغالب، لأن الجسد بشكل عام حين يتقدَّم في العمر تتباطأ استجابته وتوزانه وتفاعله مع الحياة، وحتى مقدرته على مقاومة مسبِّبات الأمراض الخارجية التي يصاب بها، لذا فالموت الحتمي مصير كل البشر، لكن الفارق فقط هو في أي عمر سيفارق الحياة.

إطالة العمر ضرر على البشرية

قد يستفيد الشخص مباشرة من إطالة العمر بتأخير شيخوخته، لكن ماذا عن تأثير قراره في البشرية، وماذا لو انتشر علاج الشيخوخة بين البشر، واستطاع الملايين العيش فترات أطول؟

تجيبنا عن ذلك معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، في تقرير علمي لها نشرته مسبقًا.

تذكر المؤسسة الطبية، أن زيادة عمر الإنسان بالتدخل البشري سينتهي بنا في النهاية إلى عالم مليء بالمسنين، الذين يستهلكون من موارد الكوكب المحدودة أكثر مما ينتجون، وفي تلك الحالة سيكونون عبئًا على، ليس الكوكب وحده، لكن على الشباب الذين يريدون الحياة.

يقل إنتاج المسنين كلما تقدم عمرهم- مشاع إبداعي

ذات المعنى انتبه له رجل الأعمال والملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي تنقل عنه شبكة سي إن بي سي الأمريكية، قناعته بأن عيش البشر فترة أطول من المفترض، سوف يتسبب في اختناق المجتمعات.
إذ في النهاية لكل شخص عمره الإبداعي والإنتاجي الذي يكون فيه مفيدًا للبشرية، ومع تقدم العمر يصبح فكر الشخص روتينيًا وبحاجة إلى التغير، وهو ما تقدّمه الشيخوخة حين تُعفي كبار السن وتستبدل بهم الشباب من أصحاب الفكر المتجدد، ولو ظل المسنّون أصحاب الأعمار الطويلة في البقاء سيكونون مجرد عائق أمام التطور.