قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الزهور تحولت إلى سلاح احتجاج صامت يستخدمه الروس المعارضون للحرب في أوكرانيا.
وبحسب تقرير للصحيفة، وسط حملة القمع الروسية لأي مقاومة للحرب في أوكرانيا، تجرَّأ بعضهم على وضع باقات زهور وأشياء أخرى على تمثال لشاعر أوكراني، احتجاجًا على الضربة الروسية الأخيرة على المدنيين في دنيبرو.
مشاعر مناهضة
تابع التقرير يقول، وضع الزهور على تمثال الشاعرة والكاتبة الأوكرانية ليسيا أوكرانكا في موسكو، تخليدًا لذكرى مَن قتلوا في هجوم صاروخي روسي على دنيبرو بأوكرانيا هذا الشهر.
أشار التقرير إلى أن حافلات الشرطة منتشرة في كل مكان بموسكو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، وتراقب الكثير من وسط المدينة، بما في ذلك تمثال لأحد أشهر شعراء أوكرانيا، الذي أصبح مكانًا شهيرًا لتدفق صامت يعكس المشاعر المناهضة للحرب.
وتابع: منذ أن ضرب صاروخ روسي مبنى سكني في مدينة دنيبرو الأوكرانية قبل 9 أيام، مما أسفر عن مقتل 46 وإصابة 80 آخرين، كان سكان موسكو يأتون لوضع الزهور إلى جانب الألعاب القطيفة وصور المبنى المدمر عند أقدام تمثال ليسيا أوكرانكا، الشاعرة والكاتبة المسرحية الأوكرانية، التي عاشت خلال العقود الأخيرة من الإمبراطورية الروسية.
60 قتيلًا ومفقودًا إثر قصف روسي استهدف مبنى سكني في دنيبرو https://t.co/X1MNliEAwt pic.twitter.com/NpA0QxjD6g— صحيفة اليوم (@alyaum) January 17, 2023
معركة صامتة
التقرير يقول، أصبحت تلك الطقوس، بعد واحدة من أكبر حصيلة القتلى من ضربة واحدة منذ بدء الحرب، تعبيرًا عن الحزن والعار ومعارضة الحرب، لكن السلطات كانت تزيل الأزهار على فترات منتظمة.
ونقل عن تاتيانا كروبينا، وهي كيميائية تبلغ من العمر 28 عامًا ذهبت مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء لوضع الزهور الأسبوع الماضي، قولها، في روسيا المعاصرة، في ظل هذه الظروف، المعركة صامتة.
وأشار التقرير إلى أن الروس بدأوا في زرع الزهور في مدن أخرى، بعدما شاع ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف: صراع الزهور هو واحد من أولى الاحتجاجات العامة، التي تجري على نطاق واسع منذ الأيام التي أعقبت إعلان الرئيس فلاديمير بوتين في سبتمبر الماضي أنه استدعى مئات الآلاف من الرجال للقتال.
فرصة نادرة
أردف التقرير: فرضت روسيا عقوبات قاسية على انتقاد الحرب، أو حتى وصفها بأنها حرب، لذلك بالنسبة للعديد من المعارضة الروسية، يبدو أن وضع الزهور يمثل فرصة نادرة لإظهار المعارضة دون أن يقبض عليهم.
واستطرد: بالنسبة للروس المناهضين للحكومة الباقين في روسيا، فإن الزهور تذكرهم بأنهم ليسوا وحدهم في معارضتهم للحرب، حتى مع تزايد الدعاية اللاذعة وحرفي Z و V، اللذين أصبحا رموزًا مؤيدة للحرب، على المباني العامة.
اعتقالات في موسكو بسبب التضامن مع ضحايا هجوم دنيبرو الأوكرانية
https://t.co/dIoQ1Rxksk #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 18, 2023
عواقب محتملة
أضاف التقرير: بالنسبة للروس، الذين فروا بسبب الاضطهاد أو التجنيد المحتمل أو رفض دفع الضرائب التي ستغذي آلة الحرب، فإن النصب التذكاري للزهور هو علامة على أنه لا يزال هناك أشخاص متبقون في البلاد لديهم الشجاعة الكافية للاحتجاج.
وأردف: لكن حتى زرع الزهور له عواقب محتملة، اعتقل ما لا يقل عن 7 أشخاص، وفقًا لما ذكره صحفي شهد الأحداث خلال الأسبوع الماضي، كما اعتقل 4 آخرين بعد وضع الزهور في الموقع.
ولفت إلى أن الشرطة حاولت منع الناس من تصوير النصب، وطلبت من الآخرين حذف الصور من هواتفهم، لكن الناس يواصلون التدفق عندما لا يتجمع الكثيرون حول النصب التذكاري بحيث لا يبدو أنه تجمع عام غير قانوني، ويضعون أزهارهم بهدوء.
