DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كيف تؤثر الألعاب النارية على سلوكيات الطيور المهاجرة؟

كيف تؤثر الألعاب النارية على سلوكيات الطيور المهاجرة؟
كيف تؤثر الألعاب النارية على سلوكيات الطيور المهاجرة؟
الطيور البرية يتأثر سلوكها بالضوضاء الناجمة عن الألعاب النارية - مشاع إبداعي
كيف تؤثر الألعاب النارية على سلوكيات الطيور المهاجرة؟
الطيور البرية يتأثر سلوكها بالضوضاء الناجمة عن الألعاب النارية - مشاع إبداعي

توصل فريق بحثي متخصص في دراسة سلوكيات الحيوان من معهد ماكس بلانك العلمي، في مدينة كونستانز الألمانية، ومعهد علوم البيئة في هولندا، إلى أن إطلاق الألعاب النارية احتفالًا بأعياد الميلاد يمكن أن يؤثر على سلوكيات الهجرة لدى الطيور البرية، وأنماطها.

وعبر استخدام تقنية تحديد المواقع بالأقمار الصناعية (جي.بي.إس) لمتابعة رحلات الهجرة التي تقوم بها طيور الإوز القطبية عبر ألمانيا وهولندا والدنمارك، رصد الباحثون تأثير إطلاق الألعاب النارية على مسارات الهجرة لدى هذه الطيور.

ووجد فريق الدراسة بعد متابعة خط سير 347 إوزة قطبية، أن هذه الطيور غيرت خط سيرها أثناء رحلة الهجرة بشكل مفاجئ، وسلكت مناطق تبعد عن أماكن التجمعات البشرية.

عادات طيور الإوز القطبي تغيرت في ليالي الشتاء تزامنًا مع احتفالات عيد الميلاد - مشاع إبداعي

سلوكيات مختلفة لدى الطيور

أكد الباحثون أيضًا أن طيور الإوز التي تعرضت للألعاب النارية، استراحت من الطيران لمدة ساعتين أقل مقارنة بالطيور الأخرى التي كانت تحلق في ظروف طبيعية، وطارت لمسافات أطول دون توقف، ووصلت هذه المسافات في بعض الأحيان إلى 500 كيلومتر.

واستمرت هذه السلوكيات المختلفة لدى الطيور طوال أيام الدراسة بعد انقضاء فترة الاحتفال بالكريسماس؛ إذ أمضت طيور الإوز أيضًا فترات أطول في تناول الغذاء، ولم ترجع إلى المناطق التي كانت تحط فيها في المعتاد.

وفي مثل هذه الفترة من كل عام، تنطلق الألعاب النارية في مختلف أنحاء العالم للترحيب بالعام الجديد، ويتواصل دوي الألعاب النارية وبريقها طوال الليل، في احتفاليات تثير البهجة لدى البشر، وربما الفزع لدى الطيور والحيوانات.

لتوفير بيئة آمنة للطيور لا بد من منع إطلاق الألعاب النارية في المناطق القريبة من المتنزهات الطبيعية ومحميات الطيور - مشاع إبداعي

تأثير سلبي للألعاب النارية

يستطيع أي شخص يقتني حيوانًا أليفًا أن يلاحظ تأثير الألعاب النارية على هذه الحيوانات؛ فعادة ما تشعر بالخوف والاضطراب.

وفي الدول الغربية، تسمح السلطات للمواطنين بشراء هذه الألعاب وإطلاقها للأغراض الترفيهية على مدار ساعات قبيل منتصف الليل وبعده، ما يؤدي إلى اتساع نطاق الإزعاج لفترات أطول، مقارنة ببعض المناسبات والأعياد الوطنية التي تحل على فترات متباعدة طوال العام في دول أوروبا.

وخلال السنوات العشر الأخيرة، أجريت دراسات علمية تتناول التأثير السلبي للألعاب النارية على الطيور البرية، وأظهرت دراسة أجريت عام 2011، باستخدام أجهزة الرادار المناخية في هولندا، أن بدء إطلاق الألعاب النارية عند منتصف الليل عشية عيد الميلاد تزامن مع انطلاق آلاف الطيور نحو عنان السماء.

ولكن هذه الأبحاث لم تقدم حتى الآن صورة واضحة عن تأثير الألعاب النارية على التغيرات السلوكية المهمة للطيور البرية، مثل العادات الغذائية وفترات النوم أو قدرة الطيور على استعادة سلوكياتها الطبيعية بعد انقضاء فترة الذعر الذي يصيبها.

 الطيور غيرت خط سيرها أثناء رحلة الهجرة بشكل مفاجئ - مشاع إبداعي

تغير سلوك الطيور في الشتاء

خلال الدراسة التي نشرها الموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية، جمع الباحثون بيانات بواسطة تقنية تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، بشأن 347 طائرًا على مدار 12 يومًا قبل احتفالات أعياد الميلاد، و12 يومًا بعد انقضائها، لمدة ثماني سنوات متتالية، وكان كل طائر يتابع لمدة عامين في المتوسط.

وشملت الدراسة 4 فصائل مختلفة من الإوز القطبي، وتقضي جميع هذه الفصائل في المعتاد فصل الشتاء في شمال ألمانيا والدنمارك وهولندا، لكن الدراسة الجديدة وجدت تغيرًا ملموسًا في سلوكيات هذه الطيور بفصول الشتاء المتتالية، يتمثل في رد فعل حيال إطلاق الألعاب النارية.

وعادة ما تعود طيور الإوز إلى المسطحات المائية نفسها كل ليلة؛ كي تحصل على قسط من الراحة على صفحة المياه، وتتحرك بشكل محدود حتى تدخر الطاقة اللازمة لساعات الطيران الطويلة.

 الدراسة أثبتت أن الطيور تغادر أماكن نومها وتتجه إلى مناطق أبعد عن البشر - مشاع إبداعي

تأثير ليلة عيد الميلاد

في ليلة عيد الميلاد، وعندما يبدأ إطلاق الألعاب النارية، كانت طيور الإوز تترك أماكن الراحة بمعدلات أكبر، وتحلق لمسافات أطول بواقع 5 إلى 16 كيلومترًا زيادة في المتوسط، مع الوصول إلى ارتفاعات أعلى تتراوح بين 40 إلى 150 مترًا في المتوسط.

ونقل الموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي"، عن أندريا كولزيش، الباحث في مجال سلوكيات الحيوان بمعهد "ماكس بلانك"، ورئيس فريق الدراسة، قوله إن "المسافات الإضافية التي قطعتها هذه الطيور محلقة في الليالي التي تنطلق فيها الألعاب النارية، مقارنة بالليالي الأخرى، تثير الصدمة".

وأوضح أن "بعض الطيور حلق لمئات الكيلومترات في ليلة واحدة، وقطع مسافات لا يطيرها عادة إلا في رحلات الهجرة".

دوي الألعاب النارية التي تطلق في ليالي أعياد الميلاد تثير الرعب لدى الطيور - مشاع إبداعي

الطيور تتفادى الألعاب النارية

في دراسة موازية، عمد الفريق البحثي إلى قياس نسب الجزيئات في الهواء قرب مواقع نوم طيور الإوز القطبية، ورصدوا ارتفاعًا في كميات هذه الجزيئات بنسبة 650% في ليلة عيد الميلاد، بجميع المواقع التي خضعت للدراسة.

ويقول كولزيس: "وجدنا أن الطيور تغادر أماكن نومها وتتجه إلى مناطق أبعد عن البشر، ويتراجع فيها تركيز الجزيئات، الأمر الذي يوحي بقوة أن الطيور تحاول الفرار هربًا من الألعاب النارية".

وفي آخر سنوات الدراسة، سنحت للباحثين فرصة مثالية لقياس تأثير إطلاق الألعاب النارية على سلوكيات الطيور؛ إذ أدى الإغلاق الناجم عن جائحة كورونا إلى فرض حظر واسع النطاق على إطلاق الألعاب النارية، وهو ما أدى إلى تراجع معدلات إزعاج الطيور بشكل كبير.

ورغم ذلك، رصد الباحثون أيضًا استمرار تزايد أنشطة الطيران على فصيلتين من الإوز القطبي عشية أعياد الميلاد، ما يشير إلى أن أقل حجم من الألعاب النارية يظل يؤثر على سلوكيات هذه الطيور.

وأكد الباحث بارت نولت من معهد البيئة في هولندا، أنه "من أجل توفير بيئة آمنة للطيور، لا بد من منع إطلاق الألعاب النارية في المناطق القريبة من المتنزهات الطبيعية ومحميات الطيور وغيرها من المناطق التي تحط فيها الطيور المهاجرة".