يحتفي العالم في يوم 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، التي تعتبر أعجب لغات العالم، وباستخدام هذه اللغة خرج العلماء العرب بأكبر إرث حضاري وثقافي وإنساني، لا مثيل له في العالم.
وخصصت اليونيسكو موضوع مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية، ليكون موضوع احتفالية هذا العام، لذلك نقدم لكم أشهر 5 علماء عرب برعوا في مجالات مختلفة، وساهموا في إثراء العلوم الطبيعية والإنسانية.
أبو الأسود الدؤلي
تعددت الأقوال في تحديد اسمه ونسبه على وجه الدقة، ولكن المؤكد انه ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو واحد من أهم علماء العرب، حيث كان أميرًا وقاضيًا على البصرة، وشاعرًا، وفقيهًا، وينسب إليه الفضل في تأسيس وإرساء علم النحو العربي.
عمل أبو الأسود الدؤلي على تنقيط أواخر الكلمات في القرآن الكريم، وحين اضطرب كلام العرب وضع تأسيس العربية، ونهج أسلوبها، ووضع قياسها، وتتلمذ على يديه كثير من علماء العرب الذين اتبعوا نهجه وأثروا علوم اللغة العربية، مثل عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عطاء بن أبي الأسود، ويحيى بن يعمر.
جابر بن حيان
جابر بن حيان الكوفي، يعود نسبه إلى قبيلة أزد اليمنية، وهو واحد من أشهر علماء العرب المسلمين، الذين برعوا في العلوم الطبيعية وخاصة الكيمياء، حيث لقب ابن حيان بأبي الكيمياء.
يعود لابن حيان الفضل في تأسيس علم الكيمياء التجريبي، والذي استخدمه في إجراء تجاربه الكيميائية، وتوصل من خلاله لكثير من المركبات الكيميائية التي لم تكن معروفة وقتها، كما برع ابن حيان أيضًا في علوم الفلسفة والفلك.
وألف كثيرًا من الكتب التي أثرت المعرفة والعلوم الإنسانية، مثل السموم ودفع مضارها، الخواص الكبير، التدابير، الموازين، ونهاية الإتقان.
ابن النفيس
هو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي حزم، نشأ في بلدة القرش بدمشق في سوريا، على يد مجموعة من الشيوخ والعلماء، وتعمق في دراسة عدة مجالات أهمها الطب.
التحق ابن النفيس بالبيمارستان النّوري في دمشق لدراسة الطب، وأسس منهجه الخاص في التشريح والعلاج، ثم انتقل إلى مصر، وأصبح عميد المستشفى الناصري الذي أسسه السلطان قلاوون، وخلال حياته أصبح من أهم علماء وظائف الأعضاء، وأول مكتشف للدورة الدموية في التاريخ.
من أهم مؤلفات ابن النفيس الموجز في الطب، المهذب في الكحل المجرب، الشامل في الصناعة الطبية، شرح تشريح القانون، المختار في الأغذية، شرح فصول أبقراط، كما أنه تعمق في دراسة الفقه الشافعي، وألف كتاب الرسالة الكاملية في السيرة النبوية.
الحسن بن الهيثم
اسمه الأصلي أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم، وولد في البصرة بالعراق، وهو من أهم علماء العرب الذين برعوا في علوم متعددة كالرياضيات، والفيزياء، والفلك، والهندسة، وطب العيون، والإدراك البصري.
من أكثر العلوم التي برع فيها ابن الهيثم، علم البصريات، حيث إن له الفضل في التمهيد لاختراع الكاميرا، كما أنه أول من شرح العين تشريحًا كاملًا وعرف وظائف أعضائها، كما تطرق إلى دراسة تأثيرات العوامل النفسية على الإبصار.
وابن الهيثم من أوائل الفيزيائيين التجريبيين الذين تعاملوا مع نتائج الرصد والتجارب لمحاولة تفسيرها بالاعتماد على الرياضيات فقط، ومن ثم فهو أحد رواد المنهج العلمي في العالم.
من أشهر مؤلفات ابن الهيثم كتاب فلسفة الضوء، المناظر، كيفية الإظلال، مساحة المجسم المتكافئ، شرح قانون إقليدس، المرايا المحرقة، وارتفاع الكواكب.
ابن بطوطة
عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي، والمعروف في بلاد الشرق باسم شمس الدين بن محمد بن عبد الله بن بطوطة، ولد في طنجة بالمغرب، ويعود نسبه إلى قبيلة لواتة البربرية.
ابن بطوطة هو أحد أشهر الرحالة في العالم، وأشهر رحالة عربي على الإطلاق، والذي سافر لسنوات طويلة لكثير من الدول بسبب رغبته في التعرف على الشعوب وعاداتها، ومن ثم توصل لمدن وأماكن لم يعرفها أحد من قبله.
جاب ابن بطوطة شتى بقاع الأرض، حيث سافر إلى مصر، والعراق، وبلاد فارس، بالإضافة إلى الصومال واليمن، والصين، والأندلس ومالي، وغيرها.
دوّن ابن بطوطة رحلاته في مؤلف واحد سماه، رحلة ابن بطوطة تُحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ولذلك فإن له الفضل في إثراء المكتبة العربية بمعلومات ضخمة في التاريخ والجغرافيا وثقافة الشعوب والحضارات.
الفراهيدي
هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، ولد الفراهيدي في البصرة بالعراق، وتتلمذ على يد الشيوخ والعلماء في ذلك الوقت، وجاب مناطق شبه الجزيرة العربية ليتعلم حتى ضرب به المثل في طلب العلم، حتى أصبح مؤسس علم العروض.
ألف الفراهيدي معجم العين، وبرع في النحو والعروض وتأليف الشعر، وله كثير من المؤلفات أهمها كتاب الحروف، الجمل في النحو، وكتاب شعر أحمد بن خليل الفراهيدي.
الفزاري
ولد عبد الله محمد بن إبراهيم الفزاري في الكوفة بالعراق، وتتلمذ على يد أبيه، ثم انتقل للدراسة في بغداد ليصبح فيما بعد أحد أشهر علماء الإنسانية في الفلك والهندسة والرياضيات.
برع الفزاري أيضًا في دراسة وتعلم اللغات الأجنبية وخاصة السنسكريتية لرغبته في ترجمة المؤلفات الفلكية والرياضية من الهندية إلى اللغة العربية، ينسب له الفضل في اختراع أول اسطرلاب في الإسلام، وهو آلة تُستخدم لتعيين الارتفاعات الخاصة في الأجرام السماوية.
من أهم مؤلفاته القصيدة في علم النجوم، المقياس للزوال، الزيج على سني العرب، حساب أوساط الكواكب بالتاريخ العربي، وكتاب العمل بالإسطرلاب المسطح.
