سلطت صحيفة "ذي هيل" الأمريكية الضوء على المكاسب التي قد يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تحقيقها من عملية تبادل الأسرى مع الجانب الأوكراني.
وبحسب مقال لـ ديفيد لينجيلباخ وفالنتينا رودريجيز جويرا، فإنه عند الحديث عن مقايضة الأسرى، من السهل الوقوع في القول المجازي بأن هذا كله مجرد تكرار للحرب الباردة.
نوافذ جديدة
قال المقال: تدرك التحليلات الأكثر ذكاءً أن بوتين على دراية بتاريخ ما بعد الحرب الباردة من عمليات تبادل الرهائن والأسرى الناجحة من مختلف الجهات الفاعلة الروسية.
وأضاف: استمرت المبادلات خلال الحرب مع أوكرانيا، بما في ذلك تبادل 215 أسير حرب أوكراني في سبتمبر 2022 مقابل 55 أسيرًا روسيًا، إلى جانب فيكتور ميدفيدشوك، حليف بوتين.
وتابع كاتبا المقال: ما زلنا نعتقد أن تحركات الرئيس الروسي كلها تحتوي على إمكانية فتح نوافذ جديدة له.
#بوتين يعترف: حرب روسيا في أوكرانيا قد تكون طويلة الأمد https://t.co/mwLJwMvaKZ#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) December 8, 2022
عدم يقين
قال ديفيد لينجيلباخ وفالنتينا رودريجيز جويرا في مقالهما: لا نعتقد أن التبادل مناورة افتتاحية من بوتين في التفاوض على اتفاقية سلام. مع ذلك، قد يكون لها غرض متعلق بإثبات أنه شخص يمكن للعالم التعامل معه، وأنه ليس معزولًا وأنه ليس على وشك الفرار إلى الخارج.
ولفتا إلى أن ما فعله بوتين بمبادلة الأسرى يستهدف معرفة رد فعل الولايات المتحدة، بهدف توليد بعض المعلومات وخلق المزيد من عدم اليقين، ما يفتح المزيد من الفرص له.
وأضافا: على سبيل المثال، قد يؤدي التبادل إلى مزيد من التوتر في علاقة الولايات المتحدة بألمانيا، التي ربما تكون قد رفضت المشاركة في المبادلة من خلال تسليم العقيد الروسي السابق فاديم كراسيكوف، الذي اغتال شيشانيًا جورجيًا في برلين في عام 2019 بناءً على أوامر من بوتين.
إجراءات غير عسكرية
تابع ديفيد لينجيلباخ وفالنتينا رودريجيز جويرا في مقالهما: بالنظر إلى أن البعد العسكري للحرب الروسية مع أوكرانيا لم يسر بشكل جيد بالنسبة لبوتين مؤخرًا، فمن المرجح أن تصبح الإجراءات غير العسكرية، مثل تبادل الأسرى، أكثر أهمية مع اقتراب فصل الشتاء الأوكراني.
واستطردا: نتوقع المزيد من الإجراءات غير العسكرية وغير المتوقعة من قبل بوتين في الأشهر المقبلة.
وتابعا: على الرغم من النكسات العسكرية الروسية والتكهنات الأخيرة، لا نرى أي دليل على أن بوتين يشعر بأنه في موقف ضعيف في الآونة الأخيرة. إذ أنه بلغت نسبة التأييد الأخيرة له 79 %، بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية، ويبدو أن الاقتصاد الروسي في وضع أقوى مما توقعه الكثيرون.
فرص استراتيجية
لفتا الكاتبان في مقالهما، إلى أن هذا يشير إلى أن بوتين يوسع نطاق الفرص الاستراتيجية التي قد يرغب في متابعتها بعد ذلك.
وتابعا: قد يبدأ في البحث عن تطوير أو تعزيز بعض الشراكات الجديدة، لا سيما مع الدول التي أبدت دعمًا لحربه. هذه قائمة جزئية فقط من الفرص التي قد يفكر فيها بوتين.
