قالت صحيفة "فينانشال تايمز" البريطانية: إن النظام السياسي في بيرو يحتاج إلى إصلاح عاجل.
وبحسب مقال لـ "مايكل ستوت"، كانت محاولة الانقلاب التي قام بها رئيس بيرو بيدرو كاستيلو غير كفؤة مثل محاولاته في الحكومة.
تنفس الصعداء
وتابع يقول: في غضون ساعة من إعلان بيدرو كاستيلو حل الكونجرس وإعلان الحكم بمراسيم، فر المعلم السابق وعائلته من القصر الرئاسي في ليما.
وأردف يقول: يبدو أن أحدًا لم يؤيد الاستيلاء الجريء على السلطة، لا حكومة كاستيلو، التي استقالت بسرعة، ولا الجيش ولا الشرطة.
ومضى يقول: في غضون ساعات، اعتقل اليساري الراديكالي، وأدت نائبة الرئيس دينا بولوارت اليمين الدستورية لتحل محله.
واستطرد: تنفس العديد من البيروفيين الصعداء بعد الدراما العالية، أملا في فترة راحة، وإن كانت قصيرة، من الاضطرابات السياسية المستمرة التي عصفت بالدولة المنتجة للنحاس في جبال الأنديز.
تفاصيل حيوية
وأردف الكاتب: إذا كان كاستيلو يأمل في محاكاة ألبرتو فوجيموري، رئيس بيرو الذي نجح بحل الكونجرس في عام 1992 وحكم بمرسوم لمدة 8 سنوات أخرى، فقد نسي أمريّن من التفاصيل الحيوية.
ولفت إلى أن أولى هذه التفاصيل كان التأييد الشعبي، حيث كان فوجيموري يتقدم في استطلاعات الرأي عندما نفذ ما أصبح يعرف باسم "انقلابه الذاتي"، أما المسألة الثانية فهي أنه أرسل الدبابات مع تعليق الدستور.
مزاعم رشوة
واستطرد: ابتليت إدارة كاستيلو بالفوضى وعدم الكفاءة منذ البداية، تم انتخاب كاستيلو العام الماضي بناءً على تعهد بالحد من زيادة عدد الفقراء في بلد غني، يقول المدعون "إن كاستيلو ودائرته الداخلية التي تهيمن عليها عائلته شرعوا بسرعة في الوفاء بهذا التعهد، ولكن لأنفسهم".
وأضاف: اتهم مكتب المدعي العام كاستيلو في أكتوبر بإدارة منظمة إجرامية داخل الرئاسة تهدف إلى الحصول على "رشاوى من العقود العامة" وقد تورطت كل من زوجة الرئيس وزوج أخته واثنان من أبناء أخيه، رغم أنهم نفوا التهم.
ولفت الكاتب إلى أن مزاعم الرشوة ليست بالشيء الجديد في السياسة البيروفية.
السيدة اللغز
وأردف: يتفق المحللون على أن كاستيلو قد استمر فقط كل هذا الوقت لأن الكونجرس مكروه أكثر مما هو عليه الآن.
ونبه إلى أن بولوارت يتعين عليها الآن حشد أغلبية برلمانية للحكم حتى تنتهي الفترة الرئاسية الحالية في عام 2026.
وتابع: تظل بولوارت لغزًا للعديد من البيروفيين، بعد أن أبقت نفسها على مسافة من كاستيلو، وتجنبت إلى حد كبير الجدل العام.
وأوضح أن الكونجرس قد يتماشى مع حكومتها في الوقت الحالي، بدافع الحفاظ على نفسه.
وأضاف: تحظر بيرو المشرعين من الترشح مرة أخرى وتعتبر الرواتب السخية للهيئة التشريعية عاملًا مثبطًا قويًا عن التصويت على الحل المبكر.
المجهول الرئيسي
ونقل عن جونزالو باندا، أستاذ العلوم السياسية، قوله: سيكون من الصعب جدًا على بولوارت أن تبني أغلبية حكومية في الكونجرس، وهذا هو المجهول الرئيسي في هذه المرحلة، والسؤال سيكون كيف ستتمكن من البقاء في السلطة.
وأشار الكاتب إلى أنه حتى لو أثبتت إدارتها أنها أكثر كفاءة واستمرارية من إدارة كاستيلو، فإنها لن تنجح في إصلاح النظام السياسي المحطم بشدة في البلاد.
وأردف: لذلك، هناك حاجة إلى الإصلاح السياسي، بيرو مثقلة بإرث دستور فوجيموري الاستبدادي، حيث توجد هيئة تشريعية من مجلس واحد ورئيس يتمتع بصلاحية حل الكونجرس إذا خسر مرشحه كرئيس للوزراء التصويت بالثقة.
وزاد: ومن العبث أن يتمتع الكونجرس بسلطة عزل الرئيس المنتخب على أساس "العجز الأخلاقي"، وهي عبارة يمكن أن تعني أي شيء تقريبًا.
عدم استقرار
ونقل عن الخبير السياسي، ألبرتو فيرغارا، قوله: سيبقى عدم استقرار النظام السياسي قائم، سنستمر في مشاهدة حلقات مثل حلقة يوم الأربعاء طالما لدينا نظام فاسد ومختل وظيفي وضعيف.
وتابع الكاتب: من غير الواضح ما إذا كان بولوارت لديه الجرأة والعقل السياسي لإجراء إصلاح سياسي كبير، في غضون ذلك، قد يحاول شخص خارجي سلطوي الاستيلاء على السلطة، على الرغم من أن هذا يبدو غير مرجح نظرًا لتفضيل الجيش الواضح للحلول الدستورية.
